صنائع الإنجليز - بيادق برسي كوكس وهنري مكماهون

100 عام كانت فترة كافية لدفن وتغييب حقائق التاريخ

وقد آن الأوان لفضح وتعرية صنائع الإنجليز وإخراج الوثائق


بتوفيق من الله وفضله صدر كتاب - صنائع الإنجليز - بجزأيه في نسخته الإلكترونية وسوف يصدر لاحقاً بنسخته الورقية, فأرجو أن يجد القارئ الكريم فيه من المعلومات المُفيدة والوثائق الجديدة التي قد تزيل الكثير من اللغط فيما يتعلق بتاريخ الجزيرة العربية المُعاصر خلال القرن الماضي, والكل يتفق معي أن فترة 100 عام على مُعاهدة سايكس - بيكو وتنصيب صنائع الإنجليز في المنطقة العربية هي فترة كافية للتغييب والتعتيم وحجب الحقائق.

فقد سعت أنظمة سايكس - بيكو المُصطنعة منذ نهاية الحرب العالمية إلى تزييف وتحريف التاريخ لكي يصب في مصلحتها وأن لا يُخالف توجهاتها, وكل أسرة من تلك الأسر الانتهازية كانت تدعي انقاذ العرب والمُسلمين من نير الأتراك, فتلميذ كيتشنر وهنري مكماهون, شريف مكة حسين زعم أنهُ يسعى لإعادة جمع العرب ورفع رايتهم تحت زعامته.

أما تلميذ برسي كوكس النجيب عبد العزيز بن سعود فشيع لدى أتباعه المُغفلين أنه يسعى لمحاربة شرك الأتراك وتوحيد البلاد تحت الراية الوهابية الجديدة, بينما من كان يتحكم بريموت كنتروله هي حكومة الهند البريطانية؛ ولم يكن هذا الدجال السعودي سوى بيدق رخيص بيد الإنجليز, وما توحيده المزعوم إلا توحيد (جون بول) قبل أن يُصبح توحيد (العم سام) لاحقاً.

ولهذا سعت تلك الأنظمة الوظيفية لتلميع تاريخها المُخزي وإخفاء وإعدام أغلب وثائق التآمر والخيانة التي عقدوها في القرن الماضي, ولم يبقى أمامنا إلا أرشيف الإنجليز كفلاء وأرباب هؤلاء الصنائع, وكان لزاماً علينا أن نقبل بما يفرج عنه الإنجليز من وثائق على مراحل وفق مصلحتهم وحسب المزاج بعد اجراء عمليات الفحص والفلترة.

ورغم ما جرته تلك الأنظمة المُرتهنة للإنجليز من مصائب وكوارث على العرب والمُسلمين, فلم يجرؤ أحد من المؤرخين العرب ولا حتى الأجانب بأن يوثق خيانة وتآمر تلك الأسر الغادرة والمُنصبة من قبل الإنجليز ويضع اصبعه على الجرح, بل على العكس تماماً كانت مهمة هؤلاء المُرتزقة هي التدبيج والتسويق والتبرير والتزلف لتلك الأسر الحاكمة المُنصبة بأمر التاج البريطاني.

100 عام ولم نطلع على كتاب واحد يسرد لنا ما جرى بالضبط ويورد للقراء ولو جزء بسيط من الوثائق البريطانية أو العثمانية, كان جل المؤرخين قد باعوا ضمائرهم وانساقوا خلف رغبات ولهثاً وراء ريالات عبيد الإنجليز, فمارسوا التضليل والتطبيل بأبشع صورة لتلك الأنظمة الرخيصة التي أوجدها الخواجات.

الغريب أنك تجد عشرات المؤرخين والكتاب العرب بل المئات منهم يتحسرون على مآل ومصير أمة العرب ويأسفون على تفتت وتشظي ديار بني يعرب إلى كيانات سايكسبيكوية مسخ؛ ويتباكون على ضياع فلسطين ويلعنون الإنجليز لأنهم مزقوا أوصال العرب وقدموا فلسطين قرباناً للصهاينة, لكنك لن تجد مؤرخ يتيم واحد فقط من هؤلاء المُتباكين على مصير العرب يحمل أنظمة الغدر والخيانة العربية من صنائع الإنجليز  في المنطقة المسؤولية عن تلك الكوارث التي جلبها هؤلاء الخونة على العرب والمُسلمين!

لهذا لم أجد بدا من أن أتصدر بنفسي لجمع تلك الوثائق والبدء في تدوين ذلك التاريخ المنزوي والمغضوب عليه والممنوع من النشر حسب الإملاءات والفرمانات اللوثرية هذه المرة, ذلك التاريخ المُفترى على أحداثه والذي تم تزوير وقائعه بأنامل المُتطفلين على عدالة التاريخ من "المُتأمرخين" ومن ثم تفصيل تاريخ موبوء مسخ على قياس صنائع الإنجليز.

وأشكر الله وأحمد فضله أنني استطعت وبقدر المُستطاع أن أدون في كتابي - صنائع الإنجليز - الخطوط العريضة لذلك التاريخ المُغيب وأن أسرد فيه بعض ما هو ممنوع وغير مرغوب من قبل أنظمة الذل والطغيان من بقايا الإرث البريطاني في المنطقة.

وأزعم أن كتابي المتواضع هذا سوف يتناول ويطرح لأول مرة وبالوثائق خيانة وتآمر هؤلاء الصنائع, وإن كان البعض يعتقد أن تلك الأنظمة عارية أصلاً ولا يسترها إلا وريقات توت مصفرة, فإنني سوف أسقط تلك الرقاع المتفسخة عن عوراتهم ليطلع الجميع على مخاز هؤلاء السفلة المدعون للشرف والفضيلة والزاعمون للتوحيد وتطبيق الشرعي الإسلامي.
ولا أدعي أنني تطرقت في كتابي هذا لكل طوام وكوارث أنظمة سايكس - بيكو التي ألحقوها بهذه الأمة المُغيبة, ولكني أجزم أن القارئ سيجد ضالته بين طيات هذا الكتاب وسيطلع لأول مرة على معلومات ووثائق تُبين مدى خسة ودناءة وخبث تلك الأسر المُتبردعة بأردية الدين والعروبة والشرف, فقد اجتهدت أن أجمع وأرتب الحوادث من عدة مصادر ومراجع وإن كان الاعتماد الأكبر على مخزون - أرشيف الوثائق البريطانية, لأن الإنجليز كانوا يوثقون مُراسلاتهم ومكُاتباتهم اليومية مع موظفيهم وكذلك مُراسلات أزلامهم؛ ومازلت تلك الوثائق السرية محفوظة في أدراج الأرشيف البريطاني لتكون شاهداً مكتوباً على خيانة أولئك الصنائع.

وعليه كان لا بد من نشر تلك الوثائق وفضح كيد ومؤامرات هؤلاء المُرتزقة وكشف ماضيهم المخز وإرثهم اللا تليد, فلا يُمكن أن تبقى ذاكرة الأجيال العربية مُغيبة إلى ما لا نهاية, وتستمر طقوس الثناء والتبجيل لهؤلاء العملاء الصغار من أمثال عبد العزيز بن سعود الذي كان يستجدي راتبه من الإنجليز, كما لا يُمكن لأي عربي حُر أن يفتخر بإرث شخص خان قسمه في جوف الكعبة وتحالف مع الإنجليز وأودى بالمُسلمين للتهلكة؛ كما فعل الشريف حسين الذي كان يسعى للحصول على عرش العرب ظاناً أن الإنجليز سوف يمنحوه إياه مجاناً.

كما تكمن أهمية هذا الكتاب بأنهُ سيكون مرجع تاريخي لكشف وفضح أفعال ومُعاهدات وجرائم هؤلاء الخونة خلال القرن المنصرم أبان الحرب العالمية الأولى, وسيكتشف كثير من الحمقى والمُغفلين أن سيدهم الإمام عبد العزيز بن سعود قد وحد المزرعة السعودية بالسيف اللوثري البريطاني وليس السيف الأملح المرخاني, خاصة وأن هذا الكتاب مُدعم بالوثائق البريطانية أي وثائق أرباب عبد العزيز والشريف حسين, وعليه فلن يتبجح بعد الآن أي كويتب أو مؤرخ عربي مرتزق ليجعل من هؤلاء الخونة موحدون أو مناضلون في سبيل حرية ووحدة العرب.
وأجزم أن هذا الكتاب سيكون برؤية تاريخية مُختلفة عما جرت عليه العادة في الكُتب التي يدبجها كتبة الأنظمة من أجل مرضاتها أو سعياً لكسب المزيد من ريالاتها, كما أني أعلم أن كثير من الأخبار والمعلومات الواردة بين طيات هذا الكتاب سوف تغضب البعض وتثير حفيظتهم؛ خاصة أولئك الأحفاد الذين سيشعرون بالخجل والعار من فعل أسلافهم وسوف يسلطون ألسنتهم على المؤرخ الناقل وليس على الفعل المُنكر للأسلاف, وأنا أتفهم رد فعل هؤلاء الناقمين مُقدماً, لكنها الحقيقة ويجب أن يتقبلوها وإن كانت مُرة, فعلى الأقل كي يتعظ الأبناء والأحفاد من أفعال الأجداد المُخزية.

فأنا لا أستهدف من وراء كتابي هذا فئة القطعان المؤدلجة سواء كان عقدياً أو قومياً, بل إنني أُحاكي من خلال أحداثه عقول وضمائر العرب الأحرار النجباء الأغيار, أما التُبع والعبيد بالمعنى التشبيهي للكلمة فهؤلاء لن يخرجوا عن ربق سيدهم قط حتى لو أدركوا الحقيقة المُطلقة وتكسرت كل القيود والحواجز, لأن هؤلاء مستعبدون بالسليقة ومن شب على شيء شاب عليه.

وكما ذكرت في خاتمة الكتاب؛ فإن مُحاولة اقناع التابع المُستعبد أشبه بالنفخ في قربة مثقوبة, خاصة وأن هناك الكثير من الأسر قد ارتبطت مصائرها بمصائر تلك الأنظمة الوظيفية من بقايا الإرث البريطاني, وأظن أن من يتبجح في الوقت الحاضر بضرورة التحالف مع دويلة المسخ إسرائيل فلن يؤثر فيه حينما يكتشف أن سيده ومالكه وولي أمره مُجرد عميل صغير للإنجليز يستجدي منهم الراتب.

أخيراً لن أدعي الحياد في كتابي هذا؛ فخلال قرن كامل لم نقرأ في كُتب التاريخ الحكومية إلا سرديات هزيلة مُضحكة وأحداث مزورة للتاريخ دون أية وثائق, وإن شعر القارئ أني لست مُحايداً في الطرح فليلم الوثيقة التي عرت الصنائع وليترك أسلوبي التهكمي الحاد, لأن الغرض من هذا الكتاب هو تعرية وفضح هؤلاء الخونة وليس التربيت على أكتافهم.

وما سيطلع عليه القارئ الكريم في هذا الكتاب هو جهد فردي وإمكانات متواضعة جداً, لأني لا أرأس مركز بحوث ولا أملك معهد دراسات تاريخية وليس لدي ميزانية دول كي أستفيض وأبحث, فكل ما تراه بين طيات هذا الكتاب كان نتاج قراءة مُستفيضة وسهر وتعب ليالي طوال لفرد مُجتهد لا غير, فأدعو من الله التوفيق والسداد وأرجو أن أكون قد استطعت أن أكشف ولو النزر اليسير من خيانة وتآمر تلك الأسر الوظيفية الخادمة للغرب, وأنا أيضاً أُرحب بالتعليقات وحتى إن كانت الردود مُخالفة ولكن في حدود الأدب والاحترام, وأستقبل أي تصحيح أو تعديل أو إضافة للأحداث قبل طباعة النسخة الورقية.

وأتمنى للقارئ الكريم أن يجد بعض الفائدة في هذا السِفْرُ التاريخي.

سعود بن عبد الرحمن السبعاني
السويد : 23\09\2016
الجزء الأول من الكتاب يباع على موقع جوجل:

https://play.google.com/store/books/details/%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%8A_%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%B2_%D8%AC_1?id=XvA9DwAAQBAJ&hl=ar

الجزء الثاني من الكتاب يباع على موقع جوجل:

https://play.google.com/store/books/details/%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%8A_%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%B2_%D8%AC_2?id=gvA9DwAAQBAJ






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نفق لص اليمامة وبقية الديناصورات السعودية تترقب

مسلسل «قيامة ارطغرل» ولادة جديدة للدراما التركية الهادفة