عراب الإرهاب محمد بن نايف إلى مزبلة التاريخ

رغم خدماته الجليلة لأمريكا ورغم حيازته ميدالية جورج تينت لم يشفع له كل ذلك وتم ركله

من قبل لنفسه أن يجلس على مقعد عمه المركول مقرن عليه أن يتقبل الركلة المتوقعة بروح رياضية

أوهمه عقله الصغير أنه سيصبح الملك القادم للمزرعة السعودية فتحطمت كل آماله في العشر الأواخر

لا يوجد إنسان سوي يحزن أو يتأثر على خلع أو إزاحة جلاد دموي كمحمد بن نايف مهما كانت ظروف إزاحته غير عادلة, طبعاً باستثناء أيتامه ممن أصبح قدوتهم في الظلم والبطش وبعض المأبونين ممن أصيبوا بمتلازمة ستوكهولم أي عشق الضحية للجلاد, وهؤلاء يجب أن نتعامل معهم كمرضى نفسيين بحاجة لعلاج عاجل وليس كأشخاص أسوياء يتباكون على مجرم سيكوباتي كعميل الـ CIA محمد بن نايف الذي سامهم سوء العذاب.
فكم من أم حرمها هذا المجرم وأبيه من قبله من رؤية فلذة كبدها كما حال أم الدكتور سعود الهاشمي, التي توفيت وهي تئن وتتمنى رؤية ولدها التي أُعتقل ظلماً وعدواناً وغُيب في غياهب سجون نايف وولده الجلاد محمد, وكم من طفل وطفلة كبروا دون أن يروا آبائهم لأنهم مغيبون في سجون ذلك المدمن محمد بن نايف, وكم من شيخ جليل ومصلح فاضل رمى بهم محمد بن نايف في "منتجع" الحائر الرهيب, وكم وكم من جرائم ارتكبها ومظالم ارتكبها هذا المركول محمد بن نايف.
 
ولا شك أن سلمان بن عبد العزيز قد استخدم محمد بن نايف كقفاز مرحلي لتمهيد الطريق أمام ولده الطامح محمد بن سلمان ثم تم التخلص منه بعد أن انتهت مهمته كبديل لمقرن, فحينما تم إزاحة مقرن من منصب ولاية العهد جيء بتمثال الشمع هذا محمد بن نايف ليلعب دور المغفل الاحتياط ويحل محل عمه المنكوب مقرن مؤقتاً حتى يتم ترتيب الأوضاع الداخلية, وشخصياً أرى أن الليكودي سلمان رغم خبثه فقد أخطأ سياسياً حينما نزع من محمد بن نايف كل مناصبه وجعله كالوقف المهجور.
لقد بإمكان سلمان أن يزيح محمد بن نايف من منصب ولاية العهد ويتركه في وزارة الداخلية ليستفيد من هوسه البوليسي ويمارس ولعه في التعذيب والترهيب والتغيب لا أن يتخلص منه نهائياً, لكن من هو في وضع سلمان سوف يرتاب في محمد بن نايف ويرى أن من الحكمة التخلص منه وعزله نهائياً كي لا ينتهز الفرصة وينقلب على ولده مُستقبلاً.
فأنا أجزم أن محمد بن نايف سوف لن يشكل أي خطر على محمد بن سلمان لأن شخصية بوليسية مُنعزلة كشخصية محمد بن نايف تعشق السلطة الأمنية وتجد نفسها بين أروقة الملفات ودهاليز المعتقلات السرية وتنتعش حين تسمع صراخ الأبرياء في أقبية السجون, خاصة وأن هذا المعتل محمد بن نايف مر في مرحلة مراهقته بحالات نفسية مرضية فانطوى على نفسه وتعاطى المخدرات ثم عولج لاحقاً من الإدمان بإشراف من أبيه نايف ليخرجه من حالة الإدمان والعزلة ثم يجلسه في مكتب فاره في وزارة الداخلية ليكون ذراعه الأيمن ويُمارس هواياته السيكوباتية ليتسلم من بعده وزارة البطش والتعذيب والتغييب.

محمد بن نايف وهو في بداية سن المراهقة.
لهذا فإن شخصية انعزالية تلصصية كشخصية محمد بن نايف سوف تفضل كرسي وزارة الداخلية على منصب ولاية العهد؛ وهو على استعداد تام للتنازل من تلقاء نفسه ويفسح الطريق أمام محمد بن سلمان مُقابل أن يُترك في منصبه بوزارة الداخلية ليُمارس سطوته وجبروته على الضعفاء والأحرار,  فشخصية محمد بن نايف تجد نفسها في دهاليز الأمن وقراءة تقارير المباحث والتلصص على أسرار الأمراء قبل أسرار الشعب, ويشعر بالزهو والانتعاش حينما يأتي يومياً إلى مكتبه ويجد عشرات المنكوبين والمكلومين ينتظرون فرصة اللقاء به والتوسل لكي يسمح لهم بزيارة سجين أو طلب إعانة لأسرة مُعتقل أو التوسط من أجل الإفراج عن موقوف.
لهذا حرمان محمد بن نايف من هذا الدور الأمني الباطش سوف يؤدي به إما إلى الانطواء والجنون أو إلى الانتحار, فلا يُمكن أن يتصور محمد بن نايف نفسه مُهمشاً ومعزولاً عن دوائر الأمن؛ وهو الذي استخدم كل وسائل وألاعيب الإرهاب لكي يُثبت للأمريكا ولأسرته بأنهُ صمام الأمن والأمان بالنسبة لآل سعود وللأمريكان.

صورة محمد بن نايف حينما أصبح مدمناً على المخدرات.
ولا أستعبد أن يقوم محمد بن نايف من خلال أذرعته الأمنية في وزارة الداخلية (من ضباط الأمن الموالين له) بالتحضير لعمليات إرهابية مزعومة داخل المزرعة السعودية لكي يثبت لأمريكا أنه الشخص الوحيد القادر على لجم الإرهابيين وحماية المصالح الأمريكية, فمحمد وأبيه المقبور من قبله نايف هم خريجي مدرسة وزير الداخلية المصري السابق زكي بدر الذي عمل مُستشاراً في وزارة الداخلية السعودية.
وزكي بدر هذا هو مؤسس مدرسة القمع والتنكيل وصاحب عمليات التفجير المُفتعلة في الأماكن المدنية واستحضار بعبع الإرهاب لفرض الأحكام العرفية واعتقال المُعارضين, ومازالت مدرسة زكي بدر مُنتعشة في حكومة السيسي وداخلية محمد بن نايف, لهذا لا استبعد أن يقوم أتباع محمد بن نايف الموالون له بعمل فرقعات "إرهابية" هنا وهناك لجلب أنظار أمريكا وتشكيل ضغط على سلمان لإعادة هذا السيكوباتي إلى وزارة الداخلية.
فلا يمكن أن يعيش محمد بن نايف بعيداً عن مبنى وزارة الداخلية ولا يتخيل نفسه بدون تقارير أمنية صباحية تنقل ما يجري في الداخل وتنسخ له تصريحات وتغريدات من يراهم محمد بن نايف يغردون خارج السرب السعودي, كيف سيصحو محمد بن نايف ويجد نفسه في قصره دون وجود ضباط وقوات طوارئ يتراكضون من أمامه وخلفه وكأنه رجل الأمن الخارق الذي تستعين بخبراته واشنطن وتعتبره الكلب البوليسي الأمين!

ولم يشعر بمحمد بن نايف بالغبطة والسرور إلا حينما سلمه مدير المخابرات الأمريكية مايكل بومبيو ميدالية "جورج تينت" التي تُقدم من قِبل جهاز المخابرات المركزية الأمريكية إقراراً منهم بخدماته الجليلة للـ CIA, حينها كشر ابن نايف ولم تسعه الفرحة وكانت تلك المكافئة الأمريكية له أكثر أهمية من تعيينه ولياً للعهد, فهاهو العم سام يعترف بخدماته الجليلة ويُقر بوفائه لأمريكا ويمنحه ميدالية خاصة بعملاء السي آي أيه, فأي سعادة وأي حبور يشعر بها عميل الـ CIA الصغير محمد بن نايف.
لا أعرف كيف هو شعوره الآن وقد نال ميدالية تينت قبل شهرين, والرئيس الأمريكي دونالد قد احتفى به ايما احتفاء حين حضر للرياض لاستلام الجزية, وهاهم الأمريكان الآن يتخلون عنه ويتجاهلون خلعه من ولاية العهد ومن وزارة الداخلية, فأي خذلان أمريكي وأي نكران للجميل! أهكذا تعمل واشنطن كلابها البوليسية الوفية تباً لها لن تحفظ كرامة عميلها حتى ولو بالتدخل لدى سلمان والتوسط له بأن يبقى في منصبه القمعي في وزارة الداخلية, هكذا هي أمريكا جاحدة وعديمة الوفاء سرعانما تلفظ عملائها الصغار.
هل يستحق الكلب البوليسي السعودي كل هذا الجحود والنكران الأمريكي وهو الذي قارع الإرهاب في سبيل ماما أمريكا ونال ميدالية جورج تينت كأفضل عميل CIA أجنبي!؟

بالأمس كان جرو الداخلية يصول ويجول ويحيط به الحرس وقوات الطوارئ والأخويا من كل صوب, وهناك موكبين رسميين يومياً للتمويه حفاظاً على سلامته, واليوم قابع في قصره القصي حسيرا وهناك بعض الحرس على بوابة قصره ليس لحمايته بل لمُراقبته وتقييد حركته!
أي إنقلابة تلك وأي ذل وهوان طال ذلك الطويغيت الصغير بعد أن عتى وتجبر وظلم وظن أن ماما أمريكا هي من تعز وتذل وتمنح السيادة, فإذا به خاسئ مُهان ذليل فبات أضحوكة الخلق, فحتى الدواب كان تعلم أنه سيُركل قريباً من منصب ولاية العهد وما هي إلا مسألة وقت لا أكثر, وكان الجميع في موقع تويتر يتندر عليه ويعتبره مُجرد دُمية وضعت بديلاً لمقرن وسوف يتم ركله في الوقت المُناسب, بينما هو المُغفل أُصيب بالعته والعمى رغم كثرة دبابيسه مُعتقداً أنهُ سيعمر بمنصب ولاية العهد فغرد قائلاً أن محمد بن سلمان هو أخي وعضيدي!
فمن قبل لنفسه أن يجلس على كرسي عمه المدعوس مقرن فليتوقع أن الركلة القادمة ستكون من نصيبه, لكن البعض يلومه أكثر من مقرن لكونه يمتلك أكبر جهاز تجسس وتلصص في المزرعة السعودية, فكيف أدرك الناس البسطاء أنه سيُركل ويزاح من ولاية العهد, بينما هو بقي غافياً متأملاً أن يُصبح الملك القادم بعد سلمان !!

تكفيه تلك العقوبة الدنيوية بأن ركل شر ركلة على يد صبي تافه من عمر أبنائه, وتلك لعمري كانت أشد عليه من القتل, فطعنة الخازوق الملكي الذي تلقاه سيبقى خالداً في ذاكرته إلى أن ينفق, وتلك قطعاً حوب أولئك الأبرياء الذين زج بهم في سجونه ومُعتقلاته سيئة الصيت.
وأنا على ثقة أن محمد بن نايف لم يعمر طويلاً, فسوف تقتله حسرته وقهره وكيف تم خداعه وإيهامه بأنه سوف يصبح الملك القادم ثم فجأة صحى على وقع الخازوق السلماني.
ولا يُستبعد أن تكون الأزمة مع قطر كانت من أجل ترتيب البيت السلماني وخوفاً من تمرد محمد بن نايف وعدم انصياعه للأمر الواقع, وهناك احتمال أن يُقاوم مع قوات وزارة الداخلية ثم يتلقى الدعم من دولة قطر نكاية بابن سلمان, لهذا تم فرض قوانين أشبه بالعرفية بحق أبناء الشعب, منها تجريم من يتعاطف مع دولة قطر, والمزري أن الأحمق محمد بن نايف هو من كان يطبق تلك الفرامانات القرقوشية.
وبعد أن ضمن سلمان وولده أن قطر قد حُيدت تماماً وأن الشعب كُبل بقوانين قمعية نافذة تمنعهم من مُجرد إظهار مشاعر التعاطف مع الشعب القطري, بطشوا بجرو الداخلية وخلعوه بكل سهولة ويسر ولم ينبس أحد ببنت شفة, بل حتى قواته الأمنية من طوارئ ودبابيس وشرط الذين بلغ عددهم 500 ألف لم يعترض منهم ولا سلوقي واحد !

فأي درس أليم وأي صفعة تلقاها ذلك الطوغيت السعودي محمد بن نايف, الذي أصبح أمثولة وأضحوكة للخلق, هكذا تكون نهاية كل مجرم أثيم وقد خاب كل جبار عنيد.
فلم تنفعه ماما أمريكا ولم يتدخل سيده ترامب الذي اتضح أنهُ يُحابي محمد بن سلمان ويلهث خلف ملياراته, فصحيح محمد بن نايف هو كلب الحراسة الأمريكي في داخل المزرعة السعودية, لكن محمد بن سلمان هو خازن بيت المال وبيده أمر التصرف بتلك الترليونات المخزنة في الداخل والخارج, فقطعاً ستميل كفة الولد المُدلل على عراب الإرهاب.
من يدري ربما الأمريكان وجدوا أن غياب هذا الجلاد السعودي المؤجج للإرهاب بتصرفاته القمعية هو من مصلحة أمريكا وفي صالح مزرعة آل سعود, فقرروا أن يجعلوه كبش فداء للعهد السعودي الجديد, وربما سيحمل محمد بن سلمان هذا العراب كل المصائب التي حلت بالمزرعة, وسيقوم بإطلاق سراح بعض سجناء الرأي كنوع من تغيير السياسة والظهور بمظهر العهد الجديد بعيداً عن قمع نايف وولده محمد.

 أياً كانت الأسباب وأياً كانت الدوافع فإن غياب هذا الجلاد الدموي الذي اتخذ من شماعة الإرهاب شماعة لقمع الأبرياء والتسلط على رقاب الشعب وتشويه سمعة العرب والمُسلمين في الخارج, فهو أمر مفرح لكل الأحرار والشرفاء, وركل محمد بن نايف مناسبة سعيدة لأسر وأصدقاء المُعتقلين وإن كان المؤمل أن يُحاكم هذا المُجرد ويدفع ثمن جرائمه وبطشه بالأبرياء.
لكن عزائنا أن هذا المركول سوف يعيش في هوان وحسرة وألم دائم جراء ما حدث له, وسوف ينطوي على نفسه ويعتزل أفراد أسرته لأن لا وجه له بعد الآن أن يُقابل أقاربه وهو بهذا الحال المخذول الكسيف, بعد أن كان يخيفهم ويبتزهم من خلال التقارير الأمنية التي كانت تصله, وسيكون مصيره الموت المُحقق وإن لم يكن موتاً حقيقياً بل موت لكل ما هو جميل في هذه الدنيا ولن يشعر بطعم الحياة بعد الآن لأنهُ أفسد حياته بالظلم والطغيان وحرمان الآخرين من الحياة الكريمة.
فهنيئاً لكم يا أحرار الجزيرة بزوال هذا الجلاد الأحمق المركول.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صنائع الإنجليز - بيادق برسي كوكس وهنري مكماهون

نفق لص اليمامة وبقية الديناصورات السعودية تترقب

مسلسل «قيامة ارطغرل» ولادة جديدة للدراما التركية الهادفة