حرب الملفات والرسائل المُسربة بين دمشق والدوحة

لا تقتصر حرب الفضائح على الصحف الصفراء فقط بل هي أداة ناجعة بيد الأنظمة وأجهزتها الاستخبارية

ليس هيلاري ورايس فقط حتى حرملك الأنظمة العربية أصبحت تدير شؤون الشعوب من خلف الكواليس

وسائل إعلام الرئيس تشتم قطر وتتهم أميرها بالعمالة لإسرائيل وزوجة الرئيس تتراسل مع ابنة الأمير!

لو يعلم بشار الأسد أن ما جرى له ولنظامه هو نتيجة الظلم والطغيان وحوب تلك الفتاة المسكينة طل الملوحي

قبل عدة أشهر هددت زوجة الرئيس المخلوع سوزان مبارك أنها ستنشر ملفات فضائحية (تسجيلات جنسية) خاصة ببعض حكام دول الخليج إذا لم يُسارعوا في السعي الحثيث لإطلاق سراح بعلها الحصني وأبنائه القابعين في سجن طرة, وأنها لن تسكت على ما يجري لزوجها وأن صبرها بدأ ينفذ, وقد فسر الكثير من المُراقبين أن من يقف وراء تلك التصريحات هم أزلام مبارك في مُحاولة منهم للضغط على بعض الحكام العرب لكي يسارعوا لإطلاق سراح الحصني, والغريب أن ملك البحرين حمد بن عيسى كان أول من شد رحاله إلى مصر بعد تلك التهديدات الإعلامية السوزانية, وقد قام حمد بزيارة الرئيس المخلوع لمدة 30 دقيقة في المُستشفى التي يقبع بها وقد أجهش مبارك في البكاء حينما رأى حمد, وفي حينها نفت البحرين تلك الزيارة.

ثم تردد في بعض الصحف أن مُستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان سبق وأن هددت بعض الأنظمة الخليجية في لقاء لها مع الجالية السورية في الكويت, قائلة :

»المسؤولين في كل دول الخليج، سوف نريهم ما لدينا من أوراق حين ننشر فضائحهم الجنسية عبر أشرطة الفيديو التي لدينا على كل مواقع الانترنت«.

وقبل ثلاثة أشهر خرجت أشرطة صوتية مُسربة تظهر أمير قطر حمد بن خليفة هو ورئيس وزرائه حمد بن جاسم وهما يشرحان للزعيم الليبي الراحل أوضاع آل سعود الداخلية, ويبلغانه أن الإنجليز والأمريكان قلقان جداً على مصير أسرة الخبث والخبائث السعودية, وأن حمد بن جاسم استدعي من قبل جهاز الاستخبارات البريطاني ليشرح لهم التداعيات في داخل الأسرة السعودية ويقترح عليهم الحلول الناجعة للحفاظ على تلك الأسرة وذلك النظام السعودي الخادم للغرب وللصهيونية العالمية.

http://www.youtube.com/watch?v=oeDlVqDe62g&list=UUAvIkkqMfDK8Sab9N3SFXzw&index=6&feature=plcp

وحينها ترددت أنباء إعلامية تؤكد أن تلك التسجيلات قد سُربت من قبل أجهزة المخابرات السورية التي حصلت على تلك التسجيلات السرية من قبل أتباع النظام الليبي السابق الذين لجئوا إلى سوريا, والبعض الآخر ادعى أنها سربت من قبل عبد الرحمن شلقم الذي دخل في ملاسنات وصراع سياسي مع القطريين بسبب تدخلهم في الشأن الليبي ما بعد القذافي, والغريب في ذلك التسريب أنهُ قد تم طمس تعليقات معمر القذافي في تلك المُحادثات فظهرت التسجيلات مشوشة وكأنها ممنتجة والصوت كان رديء وغير واضح لكنه مفهوم, ويبدو أن القذافي كان يقوم بتسجيل صوتي للزيارات الخاصة التي كان يقوم بها الرؤساء لخيمته.

هنا شعر آل ثاني أنهم تعرضوا لصفعة كبيرة من قبل من سرب تلك التسجيلات واكتشفوا مُتأخراً أنهم قد تم استدراجهم من قبل القذافي الذي قضوا عليه لاحقا لكن إرثه وأرشيفه مازال حاضراً ويُمكن أن يُستخدم ضدهم من قبل الخصوم, ولهذا فإن النظام السوري قد استفاد من ذلك الأرشيف ومن تلك التسجيلات حسبما أشيع, فكان لزاماً عليهم الانتقام من النظام السوري الذي اتهموه في تسريب تلك التسجيلات التي كشفت تآمر آل ثاني الصريح على نظام آل سعود, وإن كانت تلك التسجيلات قديمة أي قبل المُصالحة بين الأسرتين, إلا أنها أعطت آل سعود مُبرراً قوياً لاحتقار آل ثاني حتى وإن كشروا لهم بابتسامات صفراء وقاموا باستقبالهم في الأحضان لأن الوقت الآن غير موات لتصفية الحسابات وآل ثاني يُدركون جيداً أن حقد وانتقام آل سعود سيكون مؤذياً وأكثر ضراوةً من حقد الجمل, لكنهم سيؤجلون ذلك الانتقام للوقت المُناسب.

وعليه فقد كان آل ثاني ناقمون بسبب ذلك التسريب الصوتي ويتحرقون لرد الصفعة للنظام السوري المُتهم الأول في نشر تلك التسجيلات, وكانوا يتحرقون للانتقام من هذا النظام حتى ولو جاء ذلك الانتقام من خلال (الحرملك) أي عن طريق نساء القصر, ولكن المُزري في تلك المواجهة السورية - القطرية أن النظام السوري كان يشتم النظام القطري ويلعن أمير قطر الذي ينعته بعميل إسرائيل بينما زوجة الرئيس السوري كانت تتواصل عن طريق البريد الإلكتروني مع ابنة أمير قطر الكبرى (مياسة) حيث كانت أسماء ومياسة يتبادلن التحايا والأخبار في قمة الأحداث الدموية!

ويمكن للمرء أن يتخيل لو أن أجهزة النظام السوري اكتشفت أن الشابة المسكينة طل الملوحي التي اتهمت بالتخابر مع الأعداء حسب الوصف السوري, أو أي فتاة سورية أخرى هي من كانت تتراسل مع مياسة ابنة حمد أمير قطر في ظل تلك الأحداث؟

فماذا سيكون مصير تلك الفتاة السورية البائسة؟

شخصياً أعتقد أن ما يجري للنظام السوري الآن هو بسبب تراكم المظالم والانتهاكات وخصوصاً ما حدث لتلك الشابة المسكينة طل الملوحي التي غيبها النظام وحطم مُستقبلها بسبب ادعاءات مريضة لا يصدقها حتى الأطفال.

إذن النظام السوري كان يشتم القطريين في العلن, وقناة الجزيرة القطرية كانت تهاجم النظام السوري وتحرض عليه الجمهور لأنهُ يقتل أبناء الشعب العُزل, بينما نساء القصر السوري والقطري يتواصلن عبر الانترنت!

فأسماء ومياسة على تواصل دائم ووئام وانسجام والحرب الإعلامية الطاحنة دائرة بين آل ثاني وآل الأسد عبر وسائل الإعلام!

ويبدو أنها سياسة عربية بامتياز سواء الازدواجية في التعامل مع بعضهم البعض أو حتى مع دويلة المسخ إسرائيل؟

ويبدو أن آل ثاني لم يجدوا طريقة لرد الصفعة السورية إلا من خلال بريد الشيخة مياسة الإلكتروني, لأن الوثائق المُسربة كشفت أن تلك المُراسلات تمت من خلال بريد عادي لشركة خاصة وبأسماء وهمية لا يُمكن التعرف على أصحابها إلا من خلال تسريب أو وشاية من قبل أحد أعضاء تلك المجموعة البريدية الخاصة, أي أصحاب الطبقة المخملية الحالمة.

والدليل أن الشيخة مياسة ابنة أمير قطر طلبت في إحدى الرسائل المُسربة من أسماء الأسد أن تسمح لها بإعطاء عنوانها الإلكتروني الخاص هذا لزوجة طيب رجب أردوغان, ولكن أسماء الأخرس رفضت بحجة أن موقف أردوغان كان عدائي ولهذا فلا يمكن اعتبارهم أصدقاء!

والسؤال الذي يطرح نفسه وهل موقف قطر وقناة الجزيرة كان ودياً مع النظام السوري, حتى تبقى أسماء الأسد على تواصل إلكتروني مع مياسة بنت حمد بن خليفة, خصوصاً وأن الحمدين يُشتمان في القنوات السورية صبح مساء؟

يبدو أن النظام السوري تعود على سياسة القطيعة والعداء ثم العودة من جديد لإقامة صداقة حميمة مع أولئك الإخوة الأعداء, وكلنا استمع لخطاب الأسد في حرب تموز الذي وصف فيه ملك السعودية ومن معه بأنصاف الرجال, ثم سرعان ما عاد واستقبلهم بالأحضان.

لكن فات بشار الأسد أنهُ يتعامل مع خصوم حاقدين لا ينسون الإساءة ولا يغفرون الخطأ وبيدهم المال والإعلام.

ولأن المخابرات القطرية علمت من خلال الأمير حمد بن خليفة وحريمه (الحرملك) أن هنالك تواصل إلكتروني قائم بين الشيخة مياسة وزوجة الرئيس السوري أسماء الأخرس, فقد تم التعرف على الشركة المزودة للخدمة وهي شركة الشهباء السورية ومقرها دبي, ومعرفة أيضاً اليوزر أو النك نيم الذي تستخدمه أسماء الأخرس ومن ثم اختراق بريد زوجة الرئيس السوري وبقي البريد تحت السيطرة والمُتابعة من قبل القطريين, فتم الحصول على جميع الرسائل المُسربة من بريد بشار الأسد وزوجته وبقية أعضاء الحرملك.

ولما توقف ذلك البريد السوري الذي تديره شركة الشهباء السورية عن التواصل بسبب إثارة الشكوك من قبل أجهزة المخابرات السورية, قام القطريين بتسريب تلك الرسائل إلى الصحف البريطانية وبقوا هم بعيدين عن تلك المعمعة, حتى أن قناة الجزيرة القطرية التي ما برحت تلهث خلف أي فضيحة تسريب صمتت صمت القبور ولم تتطرق لتلك التسريبات وتركت تلك المهمة القذرة لقناة العربية السعودية التي اخفت بدورها العنوان البريدي للشيخة مياسة ابنة أمير قطر وكنتها (بشخصية خليجية نافذة).

ويجب أن ننوه هنا أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول غربية خبيرة في تقنيات المعلومات قد زودت دول عربية وخليجية أجهزة تنصت وبرامج مُتابعة وفك شفرات إلكترونية واختراق العناوين والبرد الإلكترونية في ما يُسمى بمُحاربة الإرهاب, ولهذا حصلت تلك الأنظمة الطاغية على التقنيات المُتقدمة وهاهم يستخدمونها ضد بعضهم البعض ويزوجون بتلك التقنيات لاختراق حريم القصور ونساء البلاط, وصدق الملك السعودي المهبول عدو الانترنت عبد الله بن عبد العزيز الذي قال : أن (نقل ترا) انجلترا سووه ووقعوا في شره وأصبح وباء عليهم.

http://www.youtube.com/watch?v=xqy9oNpbMlI&list=UUAvIkkqMfDK8Sab9N3SFXzw&index=1&feature=plcp

الجدير بالذكر أن تلك الأسر الحاكمة وخصوصاً حرملك القصور سواء الأنظمة الملكية أو الجمهورية من السفاهة والتفاهة بحيث تتحكم نساء القصور بأمور الدول, فباتت الشعوب العربية أمام حكومتين حكومة البعول وحكومة ربات الحجول, وكما كانت الجوهرة بنت إبراهيم تصول وتجول أثناء مرض الملك الفهد, وكما هو حال عادلة ابنة الملك السعودي الحالي عبد الله نفس الشيء ينطبق على سوزان مبارك وليلى زوجة ابن علي ورانيا وأسماء وغيرهم ممن ينصب أغلب تفكيرهن على الموضة والمنافسة على الظهور والتفرد على الواجهة الإعلامية, وكلنا نذكر التنافس المحموم بين الليدي رانيا زوجة ملك الأردن والمسز بنانا زوجة أمير قطر, وكيف بذلت الأخيرة جهود مضنية لتضاهي رشاقة الأخيرة, وكيف كانت الشعوب العربية المغلوبة على أمرها قبل الثورات العربية مرغمة على مُشاهدتهن في كل مؤتمر اقتصادي أو جمعية خيرية, كما كانت تفعل الشمطاء سوزان مبارك.

وكان عراب تلك النسوة المخمليات اللبناني جهاد الخازن الذي انتفض يوماً وسخر من أسماء النساء الأردنيات لأجل عيون سيدة القصر رانيا, حيث يذكرني جهاد الخازن بشخصية (سُنبل أغا) في مُسلسل حريم السلطان, ذلك الخادم المخصي الذي يُحاول أن يُرضي حرملك السلاطين على حساب كل شيء.

بقي أن أقول أن الشيخة مياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني هي التي تم من خلال بريدها الإلكتروني معرفة واختراق بريد بشار الأسد وزوجته وبقية حريمه, وهي نفسها مياسة التي قال فيها الشاعر النبطي القطري محمد بن الذيب :

إذا قامت الرعيان باسم الشيوخ تهيت *** قلبنا الحكم والا عطيناه مياسه!

والذي مازال يقبع هو الآخر في سجن أمن الدولة القطري بسبب ذلك البيت من الشعر, بتهمة الإساءة إلى رموز قطرية!

هنالك من يعتقد أن الحرب الإلكترونية قد بدأت بين تلك الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة وقريباً جداً سنطلع ونشاهد أسرار وملفات مُسربة أخرى, فالحرب الدائرة الآن أصبحت حرب تقنية مخابراتية بجدارة, ويبقى السؤال : هل سيكون الطُعم ميايسات أخرى؟

http://www.jazeeratalarab.com/

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2012-03-21











تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صنائع الإنجليز - بيادق برسي كوكس وهنري مكماهون

نفق لص اليمامة وبقية الديناصورات السعودية تترقب

مسلسل «قيامة ارطغرل» ولادة جديدة للدراما التركية الهادفة