مراسيل الحب السعودية إلى تل أبيب من خاشقجي إلى عشقي!

تعود آل سعود أن يتخذوا في السر بينهم وبين أشقائهم في تل أبيب طروشاً ومراسيل
بعد أن توارى عدنان خاشقي وتم شواء الحريري ظهر أنور عشقي ليقوم بمهمة المطراش
وصدق أمير الشعراء شوقي حينما قال : نظرة, فابتسامة, فسلامُ *** فكلام, فموعد, فلقاءُ

لطالما نوهت وكتبت مراراً وتكراراً عن طبيعة العلاقات السرية بين أسرة الخبث والخبائث أسرة آل سعود وبين أشقائهم في الدم والعقيدة صهاينة إسرائيل وزعماء تل أبيب, والتي بدأت منذ أيام أبيهم المقبور العميل العتيد عبد العزيز وتبرعه الشهير بإعطاء فلسطين للمساكين اليهود حسب قوله, وطوال تلك الفترة كان أذناب ومرتزقة آل سعود يكذبون تلك الأخبار ويُغبشون على تلك الحقائق ويضللون الوقائع من خلال وسائل الإعلام وعن طريق التنصل من وكلائهم وعملائهم الذين كانوا بمثابة حلقة الوصل بين أحفاد شالون وأحفاد مردخان.

وخلال الأشهر الماضية كشف موقع ويكيليكس عن وثيقة سرية كان فحواها أن الإسرائيليين اجتمعوا سراً عدة مرات مع وفد سعودي برئاسة اللواء المُتقاعد السعودي أنور عشقي لعقد مفاوضات واتفاقيات بشأن السلام المزعوم وتحييد سلاح غزة وتحويل حماس لحزب سياسي مُسالم وغيرها من أمور, وقد مرت تلك الوثيقة مرور الكرام أمام وسائل الإعلام العربية وخصوصاً قناة الجزيرة القطرية وقناة العربية السعودية, حيث تجاهلتا تلك الوثيقة تجاهلاً تاماً, وحتى الفلسطينيين تجاهلوها لأن أغلبهم مُشارك وله ضلع في تلك اللقاءات السعوإسرائيلية.

وبسبب انشغالي في ترتيب كتابي الجديد فقد أجلت موضوع الكتابة عن ذلك اللقاء العشقي الحميمي بين يهود تل أبيب ويهود الدرعية, وقلت لعل غيري يقوم بمهمة تسليط الضوء على ذلك اللقاء الحميم بين يهود العصر, ولكن للأسف لم يلتفت أحد وربما تعمدت قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى على تجاهل هذا الموضوع والانشغال بأحداث أخرى برعت فيها في مهمة التحريض وقلب الحقائق.


وكي لا يظن المسيو عشقي أن لقاءاته العاطفية مع الإسرائيليين مرت دون تنغيص, ولكي لا يهنأ أسياده بمؤامرتهم فلابد من نكأ جراحهم ونبش رفات جدهم ملعون الثواء الذي أنجب هؤلاء السفلة اللئام وشجرة مردخان لن تثمر إلا إثماً وعدوان, وليطلع أيضاً أولئك المُغيبون إعلامياً على حقيقة أدعياء السلف الصالح وحماة الدين المزعوم, وحتى أسجل للتاريخ مزيد من خيانات وتآمر تلك الأسرة السعودية الخبيثة.

فمنذ أيام المقبور فيصل وحتى أيام الفاطس فهد كان الوسيط أو دينمو العلاقات السرية بين آل سعود وأشقائهم في تل أبيب هو العميل السعودي الخطير عدنان خاشقجي, الذي كان يلتقي الإسرائيليين في أي مكان شاءوا سواء في لندن أو جنيف ثم باريس مروراً بماربيلا وحتى تل أبيب, وكانت تلك العلاقات الحميمية واللقاءات السرية تتم وفق رغبة سعودية مُلحة والتي تمخضت لاحقاً عنها مُبادرة المقبور فهد بن عبد العزيز حينما كان ولياً للعهد في قمة فاس عام 1982م, فيما سُمي في حينه بمبادرة السلام مع إسرائيل والتي سبقت مبادرة الأطرم عبد الله بعقدين من الزمان.

وقد انشغل الوسيط السعودي النشيط عدنان خاشقجي مع صديقه أرئيل شارون والرئيس السوداني السابق جعفر النميري في صفقة ترحيل 20 ألف من يهود الفلاشا من الحبشة إلى إسرائيل, حيث عقد عدنان خاشقجي لقاءً بين النميري ووزير الدفاع الإسرائيلي شارون في قصره بالعاصمة الكينية نيروبي, فهل كان عدنان خاشقجي يتصرف من رأسه كما فعل أنور عشقي حينما التقى بالإسرائيليين؟

كما أُنيطت لاحقاً لعدنان خاشقجي مهمة دموية جديدة وعاجلة وهي تزويد حزب الكتائب المسيحي اللبناني بالسلاح والعتاد لقتل الفلسطينيين, ذلك كان جزء بسيط من الدور السعودي الخبيث وهذا مختصر لوسيطهم عدنان خاشقجي أبو نبيلة اللا محترم.

وكلنا يذكر حينما أفلس المليونير عدنان خاشقجي في لندن بسبب المقامرات المالية التي كان يُدمنها في كازينوهات لندن, وتم الحجر على قصره ويخته الفاره, فهدد خاشقجي الملك السعودي آنذاك فهد بن عبد العزيز بالقول : إما أن تسددوا ديوني البالغة 200 مليون جنيه استرليني أو يكشف ما لديه من أسرار ومعلومات وحقائق , فأضطر الطقوع فهد أن يشد رحاله على وجه السرعة إلى لندن ليعقد صفقة نهائية مع العميل المزدوج والوسيط المُتمرد أبو خاشوقة, حيث دفع له فهيدان كامل ديونه وبلع أبو نبيلة لسانه وصمت.

وهنا بدأ اسم الوسيط الجديد رفيق الحريري يتردد في كواليس وخبايا الدوائر الاستخبارية الإسرائيلية والغربية, فأصبح أبو بهاء هو المطراش السعودي الخاص للتشاور مع أشقائهم في تل أبيب.

وقد ذكر الدبلوماسي اللبناني السابق خالد خضر أغا في برنامج زيارة خاصة الذي تعرضه قناة الجزيرة القطرية, نقلاً عن أحد القياديات الفلسطينية من أن طائرة رفيق الحريري قد حطت في مطار نهاريا في إسرائيل, حيث قال :

« سامي كليب : لك أيضاً قصة مع هاني الحسن ترويها إنه هو رواها لك وهاني الحسن لا يزال موجود أحد القيادات الفلسطينية يقول إنه روى لك قصصاً عديدة عن الرئيس رفيق الحريري بينها نزول طائرة رفيق الحريري في نهارية بإسرائيل؟

خالد آغا : هاني الحسن أحد القيادات المستقبلية للشعب الفلسطيني من أنظف النظاف وأصدقهم حكالي لألي هون عندي بالبيت قالي نزلت طائرة الحريري بنهارية قلت له هبوط اضطراري ولا هبوط .. قالي لأ هبوط ضحك قالي هبوط بنهارية وفهمك كفاية».

نص اللقاء كاملاً مع الدبلوماسي اللبناني الراحل خالد خضر أغا :


وقد استطاع رفيق الحريري أن يسد الغياب الذي خلفه الوسيط عدنان خاشقجي وبكل جدارة, فقد كان الحريري نشطاً ومُطيعاً وكتوماً أيضاً حتى أصبح هو المطراش السعودي المُفضل والحصري لكل الأطراف من بيروت إلى باريس وحتى تل أبيب, بل قام الحريري بعقد صفقات أسلحة باسم السعودية لصالح العراق أبان الحرب العراقية – الإيرانية ومن خلال تلك الصفقات المليارية أصبح صديقاً حميماً للرئيس الفرنسي الشره جاك شيراك, وقد أخبرني الصديق مشعل المطيري الذي كان يعمل دبلوماسياً في الثمانينيات في السفارة السعودية في باريس, أنهم في السفارة قد خصصوا جناح خاص لرفيق الحريري لأنهُ كان يقوم بعقد تلك الصفقات السرية, ولهذا كانوا يستقبلونه وكأنهُ أحد الأسرة الحاكمة السعودية!

أما بندر بن أبيه ومن ثم تركي بن فيصل فقد كانت مهامهم تختص بالالتقاء بالمنظمات الصهيونية واليهودية في الغرب فقط, سواء كانت تلك المنظمات في أمريكا أو في أوربا بحجة أن أولئك اليهود هم في الواجهة مواطنون غربيون مع أن تلك المنظمات والجمعيات اليهودية كانت صهيونية حتى النخاع بل ميول أعضائها إسرائيلية عدوانية أكثر تطرفاً قادة تل أبيب, وقد وثق بندر بن سلطات علاقات وطيدة مع منظمة إيباك الصهيونية في أمريكا وجلب عدة وفود صهيونية لزيارة السعودية ونقل رسائل المحبة إلى لتل أبيب, وربما كان آخر أولئك الزوار هو الصهيوني الأمريكي دانيال إبرامز المُقرب جداً من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت, الذي زار الرياض في عام 2008م, والتقى شخصياً بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وذكر لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أنهُ بكى فرحاً حينما استمع للملك السعودي عبد الله وهو يخبره بكل عزم وتصميم أنه سيعترف بدويلة إسرائيل المسخ ويؤيد حقها الشرعي في أرض فلسطين بمجرد أن يوافق الإسرائيليون على حدود عام 1967م, لكي يسكت ألسنة بقية المُتبرمين من القادة العرب, والمفاجئة المبكية لدانيال كانت عندما أبلغه حفيد مرخان أنهُ يرضى ويوافق على تبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين!

إذن علاقات أحفاد مرخان مع أشقائهم في تل أبيب كانت تجري على قدم وساق وتتم على مسارين, الأول علني من خلال الالتقاء علناً بالمنظمات الصهيونية في الغرب عن طريق بندر بن سلطن وتركي بن فيصل وعادل بن جبير وغيرهم, والمسار الآخر سري يتم عن طريق وسطاء ومراسيل كما كان يفعل عدنان خاشقجي والحريري ومن ثم أنور عشقي.

وحينما انتهى دور رفيق الحريري في حفلة الشواء المعروفة, بقي آل سعود يتواصلون مع إسرائيل من خلال يهود وصهاينة أمريكا فتارةً نرى الصحفي اليهودي الصهيوني توماس فريدمان في رحاب درعية الغدر والخيانة يقترح على الأطرم المُبادرات, وأخرى نرى الصحفية الإسرائيلية اورلي ازولاي مندوبة صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية تصول وتجول في الرياض, إلا أن الإسرائيليين كانوا يحبذون الالتقاء وجهاً لوجه مع مراسيل وطروش آل سعود كما كان يحصل في السابق, ولهذا اضطر آل سعود أن ينتدبوا اللواء المُتقاعد أنور عشقي ليقوم بتلك المهمة, وقد فعل كما جاء في وثيقة ويكيليكس.

ولهذا شاهدنا كيف أن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه داني أيالون وبعد أسابيع قليلة من لقاء أنور عشقي والوفد الإسرائيلي, قام أيالون لكي يُصافح شقيقه تركي بن فيصل في مؤتمر ميونخ الأمني في ألمانيا.

=


وهكذا فإن الإسرائيليين باتوا لا يقبلون بأسلوب اللقاءات الخفية والمُشاورات السرية من خلف الكواليس, وربما لن يحتاج آل سعود بعد اليوم لأن يوفدوا المراسيل سراً إلى أحبائهم في تل أبيب, كما أن الفرق هذه المرة أن مرسول الحب أنو عشقي احترق وهو في بداية الطريق, بسبب ذلك التسريب الويكيليكسي الغادر, فنحن لا ندري كم مرة التقى عشقي مع أسياده الإسرائيليين لكن الوثيقة المرفقة تُثبيت أن أنور عشقي التقى الإسرائيليين ثلاث مرات في عام 2009م, ومن يدري فقد يضطر آل سعود للبحث عن طيور حب وسنونو وعشقي آخر يقوم بالمهمات القذرة.

طبعاً يُحاول أنور (حبي) أقصد عشقي في تلك الوثيقة أن يتذاكي فيقول لصديقه الإسرائيلي مائير هيرشفيلد موضحاً :

( أن مُشاركته في هذا الاجتماع والأفكار التي عرضها ليست بتوجيهات رسمية من قبل الحكومة السعودية, لكن الحكومة السعودية على علم وقبول لكل ما يفعل وأنهُ يرسل تقارير دورية عن تعاملاته مع الإسرائيليين).

والنعم والله يإ ابناخي عشق آباد ما عليك زود!

يريد أنور عشقي أن يُقنع الوفد الإسرائيلي أنهُ مُرسل من آل سعود وبنفس الوقت هو ليس مُرسل منهم!

وكأن العالم لا يعرفون حقيقة ما يجري في داخل المزرعة السعودية, أي أن أنور عشقي أفاق من نومه فجأة وقرر أن يحجز تذاكر طائرة ليُسافر كي يفاوض الصهاينة الإسرائيليين من رأسه ودون علم آل سعود! هكذا يُريد الأحمق عشقي أن يسوق خيانته وخيبته.

الجديد في أمر تلك اللقاءات السرية المردخائية التي تتم بين أحفاد شالوم وأحفاد مرخان أنها باتت تحت رعاية ضربون الداخلية نايف بن عبد العزيز الذي أصبح ولياً للعهر السعودي, وليست عن طريق جهاز استخبارات مقرن ولد بركة!

وهذا الأمر يؤكد أن نايف بن عبد العزيز هو العميل الأمريكي والصهيوني الأول في داخل المزرعة السعودية.

لأن أنور عشقي هذا هو لواء أمني مُتقاعد من سلك وزارة الداخلية السعودية, وقد أنشأ له المجرم محمد بن نايف مركزاً صورياً تحت زعم الدراسات الاستراتيجية يُسمى (مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية) وجعله رئيساً لذلك المركز الشكلي المزعوم, وهو قريب أو مشابه لمركز الدراسات العربي - الأوربي في باريس الذي يرأسه صالح بكر الطيار, والذي صرح هو الآخر قبل فترة أن مهمة المركز الذي يترأسه تتركز في دعوة الوفود والمنظمات والسياسيين الأوربيين إلى زيارة السعودية والتكفل بكل مصاريفهم وإقامتهم وتذاكر السفر ومن ثم أخذهم في رحلات سياحية داخل المملكة, لأن أي صحفي أو سياسي أوربي مُحترم تدعوه السفارات السعودية المشبوهة على حسابها للسفر لزيارة السعودية يرفض خوفاً من اتهامه بتلقي أموال من السعودية, وعليه فقد أنشئوا لهم هذا المركز لشراء ذمم السياسيين والصحفيين والمنظمات الرخيصة في أوربا.

لكن الخبر غير السار للواد عشقي ومن هم على شاكلته هو أن العالم قد أصبح هجرة صغيرة وليس قرية, وتقنيات الاتصال والنشر تسارعت وما أخذه عدنان خاشقجي والحريري في عقود من الزمن, حيث بقيت مهماتهم سرية بسبب طابع السرية والتعتيم وقلة أدوات الكشف والتتبع, أصبح الآن ومن سوء طالع أنور عشقي يكشف خلال أشهر معدودة, وإذا كان خاشقجي والحريري أحرقت أوراقهم وأحترق بعضهم خلال ثلاثون عام, فإن عشقي احترق خلال ثلاثة أعوام فقط!

ولا عزاء لكل مُستخذى خائن لدينه وأمته ووطنه والعار والشنار لكل عميل رخيص مُستنفذ.

وثيقة ويكيليكس الأصلية باللغة الإنجليزية :

ترجمة لوثيقة ويكيليكس باللغة العربية :


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2012-03-28

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صنائع الإنجليز - بيادق برسي كوكس وهنري مكماهون

نفق لص اليمامة وبقية الديناصورات السعودية تترقب

مسلسل «قيامة ارطغرل» ولادة جديدة للدراما التركية الهادفة