محمـد بن راشـد المكتـوم أنـت تختـار أيضاً؟

من يُتابع هذه الأيام قنوات آل مكتوم وآل نهيان الراقصة سيجد إعلانات جديدة ومُكثفة على غير العادة بعد أن أشغلونا بمنجزات وإنجازات القائد الهُمام والفارس المُلهم والشيخ العبقري والأديب الأريب محمد بن راشد المكتوم , حتى أنهم وضعوا هالةً ضوئية مُقدسة على صورته , وبدؤوا يقرؤون علينا مُقتطفات من بعض الآيات عفواً أقصد الفقرات المكتومية من كتابه المُقدس والموسوم بـ”رؤيتـي“ ولكن الجديد أن المُشاهد سيلاحظ موجة غريبة ومسحة إنسانية مُريبة وتحت شعار - أنـت تختـار – حيث تتكرر هذه الجملة كل عدة دقائق عبر شاشات هز الوسط والأرداف الإماراتية وبصورة مُملة !؟
حتى يُخيل لك ولكل من يعرف الحقيقة المرة لهؤلاء المُرابين من أشكال محمد بن راشد , أن المُذيع يُردد تلك الجملة وكأن لسان حالهُ يقول أنـت حمـار إذا صدقت ما نقول !؟
مع مُقارنات واقعية ومتناقضة بين أسعار السلع الاستهلاكية والكمالية كأسعار الساعات الثمينة وقلائد الألماس والسيارات الفارهة مع ما يُمكن أن تفعله تلك الأموال المهدرة التي دفعت ثمناً لتلك الأشياء التجميلية , والفرق لو أنها وجهت نحو بناء مدرسة في الهند أو حفر بئر للماء في أفريقيا , أو شراء كُتب مدرسية ليتيم أو علاج لعائلة فقيرة .. إلخ
والحق يُقال أن فكرة مد يد العون للفقراء والمساكين ودعم التعليم في الدول الفقيرة هي فكرة رائعة وأن المضمون لتلك الرسالة هو إنساني وطيب, فيما لو صدق الراعي أو الداعي أو فاعل الخير وحسن الهدف وخلصت النية لوجه الله, دون أن يجير ذلك العمل الخيري في سبيل الدعاية والترويج له ولأسرته من أجل أهداف سياسية ترقيعية يُراد من ورائها تجميل وتحسين صورة محمد بن راشد المكتوم المشوهة في أمريكا والغرب ؟
فعندما يُقارن المُذيع قنينة العطر التي تُعادل 200 دولار أو ساعة يدوية تُعادل ألف دولار أو عقد نسائي يُعادل 10000 آلاف دولار , ثم يبدأ بسرد ما يُمكن أن تقدمه تلك الأموال في سبيل الإنسانية ومساعدة الفقراء والتركيز على مسألة دعم التعليم للأطفال , فهذا صحيح ولكن لماذا لا يحسب لنا ذلك المُذيع الفاضل ذو الصوت الرخيم , أو يُقدر لنا الثمن المالي لأحدى جحشات شيخ دبي محمد بن راشد المكتوم أو سعر أحد صقوره !؟
لماذا لا يُحدثونا عن سعر أحد اليخوت الفارهة الشيخ محمد بن راشد المكتوم الذي يُعتبر رابع أكبر يخت في العالم , أو على الأقل يقارن لنا سعر يخوت أحد أبناءه !؟
لماذا لا يثمنون للجمهور سعر أحد فنادقه التي تروج للدعارة وتستغل حاجات النساء الفقيرات والمعوزات في العالم سواء كن مُسلمات أو غير مُسلمات !؟
أو يقيموا أسعار قصوره ومنتجعاته وجزره العائمة !؟
لماذا لا يُقدروا ثمن احد طائرات سموه الفالكون أو مروحياته الخاصة أو سيارات الرولزرويس والبورش والفيراري واللمبرغيني ووالخ الخاصة بأبنائه !؟
نعم فعل الخير جميل ونبيل ومساعدة المُحتاجين والمعوزين عمل طيب ويُجزى صاحبه بالمعروف , لكن بشرط أن يكون هذا الفعل خالصاً لوجه الله ومن المال الحلال , وليس من أموال السحت والربا وأموال الدعارة ومن ريع الكرخانات في دبي وغيرها من إمارات الرذيلة والمجون .
ولا داعي لأن نذكر محمد بن راشد المكتوم ومُطبليه بالبيت القائل :
ومطعمة الأيتام من كد فرجها *** لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
المُضحك أن الشيخ الشاعر الفارس المُفكر العبقري لم يتذكر مآسي هؤلاء الأطفال الأيتام الذين حرموا من نعمة التعليم , ولم يأبه لأحوال الفقراء في العالم , إلا بعد أن رفعت ضده قضايا قانونية في المحاكم الأمريكية تتهمه باستغلال الأطفال القاصرين , وكذلك المٌساهمة في خطفهم من أسرهم المُعدمة من أجل استخدامهم ككباش فداء تربط عنوةً على ظهور مطياته في مضمار سباقات الخيل والهجن التي يُقيمها في إمارته , وبهذا يكون ساعد في حرمانهم من حق التعليم والدراسة !؟
ويبدو أن هؤلاء النواطير لا يخافون الله ولا يخشون لومة اللائم ولا تصحو ضمائرهم , ولكنهم يرتعبون وترتعد فرائصهم إذا ما وبختهم سيدتهم أمريكا أو إذا ما انتقدهم الغرب وقرعتهم وسائل الإعلام الأجنبية !؟
فبعد أن عرف ابن مكتوم أن هناك جهات حقوقية كثيرة تطارده في أمريكا وفي أوربا بسبب امتهانه للطفولة واستغلاله لظروف أسرهم الفقيرة المُعدمة , قرر أن يقطع الطريق على مُنتقديه بإقامة تلك الحملة الترويجية لتجميل صورته وتحسين سيرته أمام الرأي العام الغربي , وطرح نفسه كرجل خير يدعم تعليم الأطفال في العالم !؟
ولو أن محمد بن راشد المكتوم كان صادقاً ومُحباً للخير وأن ضميره قد استفاق فجأة من سباته العميق؟
فكان الأجدر به أن يمنع إمتهان الأطفال في إمارته ويُغلق أماكن ومواخير الدعارة الدبوية المُنتشرة في كل زاوية وركن من زوايا الإمارات , والتي يُستغل فيها ظروف النساء الضعيفات ويُستهلكهن في ممارسة الجنس المباع عبر كرخانات ابن مكتوم المحمية من قبل شرطته وعسسه , وفي النهاية يظهر للعالم جيل كامل مجهول من الأطفال اللقطاء وأبناء الحرام نتاج الممارسات اللا أخلاقية جراء الدعارة الحاصلة في دبي !؟
فيلم وثائقي سري يفضح الدعارة في إمارة دبي بعد أن تحولت لأكبر ماخور في الشرق الأوسط :





لو كان محمد بن راشد المكتوم حريصاً فعلاً على مبادئ الإنسانية وحقوق البشر لما حرم أربعة آلاف عامل آسيوي من حقوقهم , وطردهم شر طردة من إمارته دون أن يدفع لهم حتى تذاكر المُغادرة , لأنهم فقط تظاهروا بصورة سلمية مُطالبين بحقوقهم الشرعية والمدنية , وهو يعلم أن هؤلاء العمال البسطاء يُعيلون مئات الآلاف من الأطفال الذين ليس لهم ذنب!
ومن طرائف تلك العائلة المكتومية أنهم أقاموا أخيراً مزاداً علنياً لمُتعلقاتهم الشخصية , فمثلاً أن راشد بن محمد المكتوم قد باع قميصه بأربعة ملايين وخمسة وثلاثون ألف دولار وقد تم التبرع بها للأطفال الفقراء في العالم !؟
أي أن هذا الغلام راشد قد تفوق وغطى على دهاء ولؤم والده في تسويق الوهم والغباء للمغفلين , فقد تبرع بقميصه البالي والذي لا يتجاوز سعره الخمسين دولار فقط , فتم عرضه في هذا المزاد العلني الذي تقيمه شقيقته الشيخة منال بنت محمد بن راشد المكتوم , فباعت الشيخة قميص أخيها بسعر خيالي ومن ثم صار راشد هذا , هو صاحب الفضل والخير العميم على فقراء العالم وأطفالهم ؟
وذلك لأنهُ تنازل وتواضع فلبس ذلك القميص الأسطوري في أحد السباقات , فحلت بركاته على كل من لمس ذلك القميص المكتومي وعمت حسناته على الرعية جمعاء وعلى فقراء العالم أيضا !؟

 
وصدق المتنبي عندما قال :

أغاية الدين أن تحفوا شواربكم *** يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

ولا ننسى أن بدلة الشيخة ميثاء بن محمد بن راشد المكتوم للكراتية هي أيضاً بيعت بـ 700 ألف درهم !؟ يا بــــلاش
وهناك مذيع إماراتي يُدعى عدنان حمد الحمادي اشترى حذاء اللاعب الإماراتي في كرة القدم خالد إسماعيل بـ 300 ألف درهم !؟
ولا أدري هل هو نفاق سياسي أو تباهي اجتماعي أم وثنية جديدة , يتبرك أصحابها بالأحذية والقمصان !؟
ولا أعرف ما هي الحكمة من عرض تلك الملابس الشخصية للشيوخ والأحذية للاعبين في المزاد العلني , فإذا كان هناك من لديه الرغبة الصادقة للمُساعدة , ويُريد أن يتبرع للأطفال الفقراء من قلب صادق وضمير حي ونية حسنة , فلما كل هذه المظاهر الخداعة والاستعراضات النفاقية الكذابة !؟
فمن يريد أن يتبرع لأطفال أفريقيا أو آسيا مثلاً , فهو ليس بحاجة لأن يشتري سروال محمد بن راشد المكتوم أو كندورة طحنون حتى تصل مساعدته لهم !؟
شخصياً لا أبخس حق من يسعى لفعل الخير كائناً من يكون حتى ولو أختلفت معه سياسياً , ولا أُنكر الفضل ولا أتغاضى أو أتجاوز على من يفعل المعروف ويُغيث الملهوف , لأنها من صفات النبلاء والفرسان , وكلنا نتمنى أن يعم الخير وتمتد يد العون لجميع الفقراء والمُعدمين في العالم دون تمييز , وإن كان الأقربون أولى بالمعروف ؟
ولكن التشهير والتباهي والتماهي والاستعراض الأجوف يُفقد المصداقية ويجعل هذه الحملة سخيفة ومملة ومشكوك في أمرها , لأن الأهداف تبدو غير شريفة والرغبات مبطنة من أجل أن يظهروا هذا الحاكم إنسانياً وطيباً أمام الغرب فقط , وكل الدلائل تشير على أنهُ شيخاً فاسداً ومتناقضاً ولا يُهمه شيء سوى جني الأموال وبأي وسيلة كانت , ومن يذهب إلى إمارته دبي سيكتشف حقيقته سريعاً ومنذ أن تطأ قدميه المطار ودون أي مشقة أو حيرة , فهناك آلاف المساجين من المديونين من الإماراتيين والعرب والأجانب يحتاجون فقط لمن يُسدد لهم ديونهم لكي يخرجوا من سجون الإمارات ويعودوا لأوطانهم وأهاليهم ويرعوا أطفالهم المُحرومين ويحافظوا عليهم من الضياع والتسكع في الشوارع.
ومن سمع وقرأ عن مأساة أهالي العقبة في الأردن الذين طردتهم الحكومة الأردنية من منازلهم القديمة في سبيل أن يحولها صهرهم الموقر صاحب القلب الإنساني ونصير الطفولة الشيخ محمد بن راشد المكتوم إلى منتجعات وشواطئ عراة , وبهذا يكون قد شرد تلك العوائل الفقيرة المُعدمة وحرم أطفالهم من فرصة التعليم والإستقرار , يعرف أن تلك الحملة الدعائية المزعومة لمهرجان - أنت تختار - كاذبة ومُضللة ولها مآرب أُخرى.
مُشكلتنا أننا عاطفيون كثيراً ونُصدق كل ما يُروج له إعلامياً ونثق بكل ما يُقوله هؤلاء اللصوص والمرابين ومافيات الدعارة , وخصوصاً أن لديهم مشاخخ ووعاظ سلاطين يروجون لهؤلاء ويغضون الطرف عن موبقاتهم وفسادهم , ويبيحون لهم الكبائر والصغائر مقابل حفنة من الدراهم , كما أن لديهم وسائل إعلام كثيرة ما برحت تُردد على مسامعنا كل دقيقة عبارة ( أنـت تختـار ) !
وأنا أقول لمحمد بن راشد بن المكتوم أنت تختار أيضاً ؟
ما بين مواخير الدعارة والبارات والمراقص والبنوك الربوية وقنوات الرذيلة ومهرجانات الفجور وظلم الضعفاء واستغلال ظروف الفقراء والمُعدمين والتعدي على أعراض النساء الضعيفات والمُضطرات لبيع أعراضهن في كرخاناتك دبي.
وبين العدل والفضيلة وإعطاء كل ذي حقٍ حقه والخوف من الله ومساعدة الفقراء من الأموال الحلال وعدم الضحك على الذقون وابتزاز الخلق وطرد المُفسدين ودعم الخيريين وإغلاق المواخير والبارات وفنادق الدعارة, وتعليم الأطفال على حسن السيرة والسلوك ومبادئ الأخلاق وعمل الخير ومساعدة الآخرين دون مُقابل ولوجه الله فقط.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صنائع الإنجليز - بيادق برسي كوكس وهنري مكماهون

نفق لص اليمامة وبقية الديناصورات السعودية تترقب

مسلسل «قيامة ارطغرل» ولادة جديدة للدراما التركية الهادفة