من سيُصبح الرئيس القادم لمصر؟

الرئيس الجديد لمصر الثورة وإن كان سيأتي عبر صناديق الاقتراع إلا أنهُ سيكون في موقف صعب لن يحسد عليه
وحمدين صباحي أفضل المرشحين للفوز بكرسي الرئاسة لكن خصوم الناصريين لن يدعوه يحظى بذلك المنصب
واللواء المشؤوم عمر سليمان رغم كل الدعم السعودي له فقد لفضه الشعب قبل أن تستبعده لجنة الانتخابات
وتداعيات أزمة الجيزاوي كشفت عورة بعض مُرشحي الرئاسة وأبرزت شخصية حمدين صباحي كمرشح وطني

لا شك أن مصر المُكبلة بقيود الطغيان والفساد والظلم والمُقيدة باتفاقية كامب ديفيد المهينة بدأت تصحو من غفوتها القسرية الطويلة, وهي الآن على أبواب النهوض من جديد لنفض غبار الذل والهوان الذي خلفه أنور السادات وحسني مبارك ونزع تلك القيود والأغلال والعودة من جديد لدورها التاريخي المجيد.
فلا رفعة للعرب ولا عزة للمُسلمين إلا بوجود مصر الحُرة الأبية مُتمركزة في موقعها التاريخي الصحيح, في أن تكون الذراع الطويل والرأس السليم الذي يقود ولا يُقاد, تلك هي حتمية التاريخ وواقع الحال, فمنذ أن عُرفت مصر كدولة وهي الهامة وعلى الدوام كانت هي بيضة القبان أو العامل الحاسم في وجود وثقل الأمة, وذلك هو قدر المصريين دون سواهم.
فأيام قلائل فقط تفصلنا عن انطلاق المرحلة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية, وتلك المُناسبة تحدث لأول مرة في مصر عبر تاريخها, بل وفي منطقتنا العربية قاطبة, فلم يحدث قط أن سمح لشعب عربي أن يختار قائده أو رئيسه أو ينتخب ممثله في البرلمان إلا من خلال تلك الحالة المصرية الحاضرة, ولهذا فإن تلك المُناسبة التاريخية ستكون فريدة من نوعها وعزيزة على نفوس الأحرار وقطعاً ستكون نقطة تحول فاصلة في تاريخ مصر الحديث إذا ما سارت الأمور على ما يرام وتمت بطريقة طبيعية دون تدخلات خارجية أو مُنغصات من قبل المجلس العسكري, أو حدوث حالات تزوير كما يحدث عادةً في عهد المخلوع حسني مبارك.
أعتقد أن على الإخوة المصريين أن يوثقوا ذلك اليوم التاريخي العظيم, وأن يجعلوه يوماً وطنياً عاماً لجميع الأحرار في العالم وليكون مناراً للأجيال المصرية القادمة, كي يعرفوا قدر وأهمية ذلك الانجاز التاريخي العظيم الذي حققه أبناء المحروسة الأشاوس في هذا العصر الحديث.
شخصياً أقر وأعترف أنني كنت يائساً ومحبطاً من دور مصر طوال تلك السنوات العجاف, وكنت ناقماً على ما يُسمى بنخبة المصريين, وفي كل مُناسبة كنت أرثي لأحوال مصر الرهينة الكسيحة, ولطالما كنت أأسى لحال أي مصري ألتقيه في الخارج, خصوصاً أنني كنت لا أطيق نفاح البعض منهم المُستميت عن جلاديهم سواء كان السادات أو عن مبارك, لأنني كنت أرى في المصري ذلك المواطن العربي المسحوق المُنهك الذي تقلب به يد الأقدار في سائر البلدان والأمصار دون جريرة أو ذنب سوى أنهُ مواطن طيب مغلوب على أمره, فكنت أعجب لذلك الرضوخ والقبول بالمهانة حتى أصبح تأقلماً مذموماً, وحينما كنت أشتم حسني مبارك الذي أوصل أبناء مصر المحروسة لتلك الحالة البائسة, كانت تثار حمية البعض منهم وترتفع عقيرتهم للدفاع عما كانوا يسمونه (بالسيد الرئيس)!؟
وكنت أعجب لردات فعل هؤلاء (المسحوقين) وأأسى لحالهم, فكيف يُمجد الضحية بجلاده!
كيف ينافح المواطن المقموع ويدافع عمن يظلمه ويسومه سوء العذاب!
كيف يجد هؤلاء المنهكون المتعبون المغربون عن وطنهم الطاقة أو الوقت للبحث عن أعذار وحجج يذودوا بها عن جلادهم حسني مبارك الذي دفعهم دفعاً للهجرة والغربة عن أوطانهم لكسب لقمة عيش كان يمكن لهم أن يحصلوا عليها من ثروات مصر الهائلة!
ليس هذا فحسب فأحياناً تجد بعض المتطوعين المصريين يتبرعون للنفاح عن طغيان آل سعود أو عن عمالة آل ثاني أو عن عهر ملك الأردن أو أو الخ!

وللأسف كنتُ بعيداً عن واقع مصر الحقيقي ومغيباً عن الحراك الوطني المصري في الداخل, ولم أدرك حقيقة ما يدور هناك بسبب التعتيم الإعلامي والإيمان بأن الظاهر على السطح هو الواقع الحقيقي لمصر.
لأنني كغيري كُنت أجد في كل من تبوء منصباً حساساً في الأمم المتحدة من المصريين كانوا هم ’كامبديفيدين’ حتى الثمالة ابتداءً من بطرس غالي وحتى محمد البرادعي!
وبدلاً من أن أجد من يُصحح لي تلك الصورة المقلوبة ويُغير لي فكرتي الخاطئة عن تلك الحالات المصرية الشاذة, كانت الفضائيات العربية وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية وقناة العبرية السعودية, تبث سمومها وتوغل في ترسيخ تلك النظرة العدمية القاصرة عن المصريين, وكأن تلك الفضائيات تقول للمُشاهد العربي أن كل المصريين سيئين ومتزلفين, وأن كل الشعب المصري هم مثال حي لأولئك الضيوف المُنافقين الذين باتوا ماركة مسجلة على شاشات القنوات الفضائية!
فلم تكن تختار تلك القنوات الفضائية المسمومة من ضيوفها (المصريين) إلا الحثالة والرعاع ومن هو أتفه وأسوء وأخبث خلق الله, وكأنها كانت مؤامرة مقصودة لجلب الكراهية والنقمة على مصر وشعبها!
فلا تكاد تخلو الفضائيات الإخبارية يومياً من تلك الوجوه البوليسية الكالحة التي تبارك الباطل وتنافح عن الطغيان وتسوق لمعاهدة كامب ديفيد وتُبرر جرائم حسني مبارك, تلك الشخصيات الممسوخة التي ما برحت تتغنى بإسرائيل وتُمجد بأمريكا وتسخر من العرب وتهزأ من دين وتراث المُسلمين وتنعتهم بالإرهابيين.

فمرة تجد الكاتب الصهيوني (المصري) علي سالم وهو ينافح عن دويلة المسخ إسرائيل حتى تتخيل أنك أمام يهودي اشكنازي, فلا يتورع هذا المسخ في أن يشيد بمواقف صديقه السفير الإسرائيلي في القاهرة, ويفتخر أنهُ شد رحاله أكثر من مرة إلى تل أبيب ليلتقي أشقائه الإسرائيليين!
وتارة تجد اللواء المتقاعد حسام سويلم ذلك البوق المباركي وهو يُلعلع بصوته الناعق المؤذي للأذن ليحدثك مُتملقاً عن منجزات سيده الطاغية مبارك بطريقة مقززة ولا ينسى في كل مرة في أن يشيد بالضربة الأولى التي نفذها سيادة الرئيس! وكأننا أمام رامبو مباركي جديد!
ثم سرعان ما ستشاهد لواء الشرطة المتقاعد الآخر (الرخم) نبيل لوقا بباوي وهو يكذب جهاراً وبكل بجاحة ويحدثك عن حضارية السجون المصرية في عهد مبارك ويُردد على مسامعك كلمات (الله ,, أُومال ,, أزاي), تلك المُعتقلات الرهيبة التي باتت حسب زعمه تضاهي السجون الإسكندنافية, ثم بكل صفاقة يُحدثك عن حرية وحقوق السجناء في مصر واحترام آدميتهم في مُعتقلات مبارك والتي تحولت إلى حظائر ومسالخ للمعتقلين الأجانب والعرب الذين ترسلهم أمريكا لعميلها الصغير مبارك كي يستخلص منهم الاعترافات عنوة وعن طريق التعذيب.
ثم لا يمر على المُشاهد بضع ساعات فقط إلا وتجد بوق الحزب الوطني المُمل المدعو مجدي الدقاق على قناة الجزيرة أو قناة العربية أو البي بيس ي أو القناة المصرية أو دريم أو أو الخ, وهو يحدثك عن الحالة الديمُقراطية التي تعيشها مصر وعن الشفافية التي جرت في عملية انتخاب مبارك!
ثم سرعان ما تجد قرينه الآخر عبد الرحيم علي خبير - الكفتة والكباب - وهو يتكلم عن خطورة الإرهاب (الإلهاب) الإسلامي!
بل حتى في مجال الثقافة والفكر والفن التي أمتاز بها أبناء الكنانة عبر تاريخهم المديد, فهنالك من تعمد أن لا يظهر لنا من مصر في الإعلام إلا الغثاء ورجيع الحشاشين وبقايا الأونطجية من أمثال القميء السيد القمني والساحرة نوال السعداوي.
أما الفن وأهله فقد أصبح سيرك وأداة بيد نظام مُبارك وولديه إلا من رحم ربي, فمن الواد سيد الشغال الذي يدعونه بـ"الزعيم" إلى أحمد راتب وغيرهم من متملقي النظام, فقد أصبح عادل إمام صبي من صبيان الواد جمال وبات يتملقه بطريقة مقرفة, وبات هو الناطق الرسمي بسم مبارك وولديه, بل كان يتبجح بأن الفلسطينيين في غزة إرهابيين ويريدون أن يورطوا (مصر) في حرب بالنيابة.
ولا ننسى الرداحات أو الثنائيات الأرجوزية أو (الدويتو المرح) الذين كانوا يحتكرون أغلب وسائل الاعلام المصرية والعربية المرئي والمقروء منها, للصراخ والثرثرة والمُزايدة, ابتداءً من الإخوة أديب (عماد وعمرو) إلى الإخوة بكري (مصطفى ومحمود)!
وغيرهم الكثير لا تحضرني أسمائهم الآن, لكن كل تلك الوجوه الانتهازية الصفراء كانت مهمتها تجميل الوجه القبيح لنظام مبارك بحجة حب مصر وكأن مبارك هو من خلق مصر من العدم, ودفع المواطن العربي المكلوم الحانق لأن يكره كل ما هو مصري ويمقت كل شيء له علاقة بالمصريين, وللأسف كادوا أن ينجحوا في مخططهم لولا أن مصر أصيلة وشرفاءها كُثر ولن يسمحوا للسماسرة أن يتاجروا بوطنهم مهما بلغ طغيان ومكر هؤلاء المُتاجرون.
وبسبب ذلك الجو العام المُلبد بغيوم التبعية والانبطاح والاستخذاء أصبحت كغيري ناقماً وأرغمت شخصياً في تلك الفترة على أن لا أخذ بجدية أي شيء يمت لمصر بصلة, لأني كنت لا أرى في مصر إلا ذلك الغثاء الذي يطفو على السطح, حتى وصلت بي الحال أني كنت لا أستسيغ أي رأي لأي مصري مهما كان, لأن الصورة أصبحت ظلامية ومشوهة, بسبب ذلك التعتيم وتلك الحلقة المفرغة التي تدور فيها القنوات الفضائية, حتى بدأت تقنية الفيسبوك تنتشر وبدأت الشعوب العربية تتواصل مع بعضها البعض, وأصبح همنا واحد بين المشرق والمغرب, وهنا بدأت وكأنني أكتشف مصر العروبة لأول مرة, فوجدت أن هنالك آلاف المصريين الشرفاء الأحرار الذين يواجهون بصدورهم العارية مخرز الطاغية مبارك, ويتحدون تيار النظام الجارف المدعم من قبل أمريكا وإسرائيل ودول الخليج, وأن هنالك شخصيات مصرية مُناضلة رائعة ضحت ومازالت تضحي فتشعرك بالضآلة أمامها حينما تعرف مقدار تضحياتها وتطلع على مُعاناتها مع نظام مبارك!
كان على رأس هؤلاء الأستاذ عبد الحليم قنديل ذلك المصري الأصيل البسيط العنيد التواق لمصر الحُرة والواثق من نفسه والثابت على مبادئه, لقد بدا عبد الحليم قنديل يواجه ذلك المارد لوحده ولم يدعه الآخرون وشأنه, بل وصفوه بدنكوشوت العصر الحديث الذي يُحارب طواحين مبارك وزباينته بسيفه الخشبي, لكن قنديل أثبت لهم لاحقاً أنهُ طائر فينيق مصري أصيل خرج من بين براثن وحطام الطغاة وحلق عالياً في أجواء المحروسة مُعيداً الثقة لكل المنهزمين ومُلقناً درساً لكل المُتخاذلين في مبادئ الوطنية والقيم, ولسان حاله يقول لهم : أن للباطل جولة وأن للحق دولة.
فآليت على نفسي منذ ذلك الوقت أن أعيد نشر مقالات الأستاذ عبد الحليم قنديل دون أن أعرفه, في الصحيفة الإلكترونية التي كنت أحررها, لأنني وجدت نبراساً مصرياً ساطعاً وإن كاد أحياناً يُنير أو يخبو لوحده.
ثم سرعان ما اكتشفت أن هنالك مصريين كُثر لهم مواقف مُشرفة ودور كبير في تثقيف وتحريض الشباب المصري على استرداد الكرامة ورفض الطغيان, ومن هؤلاء كان الناصري الجديد حمدين صباحي, والحق يُقال أن عبد الحليم قنديل هو أول من علق الجرس مع حركة كفاية وله الأسبقية في مقارعة النظام المباركي.

ولكن لحمدين صباحي دور تعبوي آخر لا يقل شأناً عن دور عبد الحليم قنديل, وذلك في تجديد الفكر الناصري القديم الجامد الذي لم يراجع أخطائه ومن ثم إعادته إلى الأضواء, وإن كان خطابه أقل حدة من خطاب عبد الحليم قنديل الذي كان مُدمراً لنظام مبارك.
وهنالك شخصيات مصرية حُرة أخرى كان لها دور في شحذ الهمم كان أغلبهم من الشباب الثائر, هنا شعرت أنني ومعي الكثيرين من أمثالي قد خدعنا وغبش علينا طوال تلك السنوات العجاف, وقد وقعنا في الفخ الاعلامي المُمنهج حينما ظننا أن مصر هي أولئك المسوخ أمثال علي سالم والدقاق وعبد الرحيم وبباوي وغيرهم من أرجوزات مبارك.
ولابد هنا أن أشكر الصدفة أو ربما أحيي موقع الفيسبوك لأنه كشف لنا الواقع المصري الحقيقي, ومن محاسن الصدف أيضاً أن تلك المواقع الاجتماعية عَرت أزلام وأذناب مبارك الذين لم يكن لهم أي وجود يذكر أو حضور فعال في موقع الفيسبوك!
وشخصياً لن أنسى أبداً ذلك المنظر المُهيب الرهيب, حينما اصطفت جموع المُتظاهرين من أبناء الشعب المصري الأبي فوق أحد جسور القاهرة ليؤدوا صلاة الجماعة أمام هراوات أزلام وزبانية وشرط مبارك, حينما كانوا يرشونهم بخراطيم المياه الساخنة, وهم صامدين في مواقعهم ومُستمرين بالركوع والسجود!
في الحقيقة كان منظراً اعجازياً ولقطة خشوع تاريخية أعادت لي الحياة من جديد, كان منظراً مُهيباً بكل ما تعنيه الكلمة وكل من شاهد تلك اللقطة لابد وأن اقشعر بدنه وهو يشاهد ذلك الموقف المُهيب, ذلك المنظر القدسي جعلني اقفز من مكاني وأصرخ دون أن أشعر (نعم ,, هذه هي مصر التي نعرف).

فمن منكم لا يذكر تلك الصورة السريالية التي صنعها المصريون الأشاوس, لقد كانوا يواجهون الموت بصدورهم العارية ويصدون رشقات الرصاص بالتكبير والتهليل!
نعم لقد فعلها المصريون عندما انتفضوا وأعادوا لنا الثقة في مصر العروبة وفي شعب مصر الجبار, واليوم هم على أبواب الحسم وقطف ثمار الثورة, وهو يوم اختيار المرشح لمنصب الرئيس القادم, وكلنا يعلم حجم المؤامرات والتدخلات الخارجية التي تريد أن تجهض تلك الثورة الوليدة.
والحقيقة لم أرى أشأم ولا أشد نحساً من لواء المخابرات وجلاد مبارك عمر سليمان, ولا أخفيكم سراً أنني كُنت أخشى من أن يثب ذلك الضبع الصهيوني المُتأهب على السلطة بعد تنازل مبارك مُرغماً, لأن عمر سليمان يمثل جميع مصالح وأطماع الدول الخارجية في مصر, فهو رجل إسرائيل الأول وهو جلاد أمريكا المفضل وهو شرطي آل سعود المُدلل.
وقد ظن عمر سليمان أن قبوله بالأمر الواقع والابتعاد ثليلاً عن الأضواء ومن ثم العودة مرة أخرى بثوب جديد وبدعم سعودي مفتوح, سوف يستطيع من خلاله أم يقطف كرسي الرئاسة المصري.
ولو عاد القارئ بذاكرته قليلاً إلى الوراء سيجد أن الجلاد عمر سليمان نزلت عليه الديانة والورع فجأة, فقرر أن يذهب إلى السعودية لأداء مناسك العمرة! يا سبحان الله
وهنالك التقى عمر سليمان بآل سعود وتعهدوا له بالدعم المفتوح مالياً وإعلامياً ومعنوياً, بل حتى منشورات حملته الانتخابية طبعت في جدة وشحنت إلى مصر, وكاد اللواء المشؤوم أن يقطف الثمار لولا وعي ونباهة الشعب المصري الذي أجهض كل مخططات آل سعود وذهبت كل جهود الغراب سليمان أدراج الرياح, وكما يقول المصريون فقد (طلع نأبه على شونه).
ولم ييأس آل سعود في محاولاتهم الحثيثة لاجهاض الثورة المصرية, ولم تتوقف مساعي أمريكا وإسرائيل في إيجاد البدائل لمرشحهم المنحوس عمر سليمان, وهنا كان البديل هو عمرو موسى, وأنا سبق ونبهت الإخوة الثوار في مصر أن يحذروا من تلون المدعو عمرو موسى وأن ينبذوه لأنهُ من فلول نظام مبارك ولن يصح لثورة شعبية جبارة أن تعيد تلك الوجوه القديمة المتملقة لمبارك لواجهة الثورة مهما ادعوا أو تصنعوا.
فمن العار أن يترأس مصر الثورة ,, مصر الحُرة الجديدة شخصية مُتزلفة مثل عمرو موسى وكأن ليس في هذه البلد إلا هذا الولد, طبعاً سيستميت آل سعود وحتى قطر في دعم عمرو موسى لأنه تابع ذليل لهم وحمل وديع مقارنة ببقية المُرشحين.
فقد كان أمير قطر وسعود فيصل يستخدمان عمرو موسى أثناء رئاسته للجامعة العربية كجرسون رخيص في مؤتمرات القمم العربية, لأن مبارك كان يستمتع في أن يكون عمرو موسى هو خادم القوم, وكلنا شاهد أمير قطر حمد بن خليفة وهو ينادي بأعلى صوته على عمر موسى في قمة سرت بالقول له (يا عمر ,, يا عمر تعال) بدون أي ألقاب أو أي احترام لمنصبه!
ثم جاء عمرو موسى مهرولاً نحو أمير قطر, وطأطأ على كرسي حمد بن خليفة وبدأ يملي عليه الأخير التعليمات!
مثل هذا الشخص أعتقد أنهُ لت يصلح لأن يتبوأ منصب رئيس مصر الثورة مصر الإباء والشموخ والتحرر.

مصر الثورة تحتاج لوجه مصري جديد يمتلك سمات الإباء والرجولة والحرص على كرامة المصريين.
فالشعب المصري اليوم ليس هو الشعب في عهد مبارك, فقد أصبحت كرامة المصري فوق كل شيء, والدليل أن أبو العز الحريري وهو من ضمن مرشحي شباب الثورة, حينما سارع مع الوفد الذي ذهب لمقابلة الملك السعودي أبان أزمة المحامي المصري الجيزاوي, انخفضت شعبيته وتراجع مؤيدوه, لأنهُ بنظرهم كان انتهازياً وصولياً, لأنهُ سبق وصرح على قناة الجزيرة في لقاء خاص, أنهُ سيقف في وجه تدخلات دول الخليج التي تريد أن تحيد من دور مصر وتجعلها تابعة لها!
ولكن حينما دُعي أبو العز الحريري لمقابلة الملك السعودي كان أول الراكبين في طائرة السيد البدوي شحاته!
بل أطلق المصريون الناقمون والمطالبون باسترجاع الكرامة على أفراد ذلك الوفد المصري في تويتر مُسمى الشحاتين, ولم يستثنوا منهم حتى أبو العز الحريري.
بينما بالمُقابل رفض المرشح الناصري حمدين صباحي الذهاب مع ذلك الوفد الإستجدائي, بل وطالب بسحب السفير المصري للتشاور رداً على الموقف السعودي, وهو ما زاد في شعبيته واحترامه من قبل الجمهور المصري, وجعله في موقع مُتقدم, وسواء استغل حمدين صباحي ذلك الموقف وجيره لصالح حملته الانتخابية أو كان هذا موقفه المبدئي الحقيقي, فهذا يدل على أن المزاج المصري قد تغير وأصبح المصريون يبحثون عن المُرشح القوي الذي يُعيد للمصريين مكانتهم وكرامتهم.
ولأول مرة أيضاً تجري حوارات تلفزيونية مُباشرة للمرشحين إلى سدة الرئاسة في مصر, حيث يقوم هؤلاء المرشحون بتقديم برامجهم الانتخابية ويطرحون خططهم لقيادة البلد في حال نجاحهم في الانتخابات, وأيضاً فقد أبلى حمدين صباحي وأبو العز الحريري بلاءً حسناً في برامجهما الانتخابية.
وشخصياً أتوقع أن يحظى المرشح حمدين صباحي بنسبة عالية من أصوات الناخبين, ولكنه سيجد صعوبة بالغة في الوصول إلى منصب الرئيس بسب تحالف خصوم الناصرية ضده سواء الإخوان المُسلمين ومعهم السلفيين أو حتى فلول مبارك.
وقد كشفت تلك المناظرات الانتخابية التلفزيونية عن سريرة عمرو موسى وفضحت توجهاته, ففي المناظرة التلفزيونية التي جمعت بين المرشح الإخواني عبد المنعم أبو الفتوح وبين عمرو موسى, حيث اتضح أن موسى مازال يفكر بعقلية الحزب الوطني المباركي, فاعتبر اسرائيل ليس عدواً وإن كانت تمارس سياسات عدوانية ويجب التواصل معها لأن معاهدة السلام سارية معها.
إذن لأول مرة في منطقتنا العربية نجد انتخابات مصرية حقيقية فيها تنافس شديد وحماس, ولا يستطيع أحد أن يحسم أو يُقرر من هو الرئيس القادم, وتلك المُمارسة تحسب للمصريين الذين بدؤوا في انضاج تجربتهم الانتخابية الديمُقراطية.
علماً أن الرئاسة المصرية القادمة لن تكون سهلة أو بسيطة ولن تكون بمثابة أشهر من العسل على المرشح للرئاسة كما يتوقع البعض, بل سيتحمل الرئيس القادم إرث ثقيل جداً وسيحمل تركة من الفساد المالي والإداري والأمني والمحسوبية والرشاوي والظلم وتجاوز القانون, كلها من مخلفات أنور السادات وأكمل عليها الطاغية مبارك.
ومهما تكن نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية وبغض النظر عن سيفوز فيها, فإنها ستكون تجربة فريدة من نوعها في عالمنا العربي, والمهم عندي أنا شخصياً أن المارد المصري قد خرج من قمقمه, والويل ثم الويل لكم أيها الخونة والأذناب من غضبة مصر الجديدة.
فإن ارتفعت مصر رفعتنا معها نحو المعالي وإن هوت وسقطت لا سامح الله سقطنا معها. اللهم وفق وأنصر أشقائنا في مصر وولي عليهم خيارهم وأخزي وأدحر شرارهم.
اللهم آميــــــــن.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2012-05-11

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صنائع الإنجليز - بيادق برسي كوكس وهنري مكماهون

نفق لص اليمامة وبقية الديناصورات السعودية تترقب

مسلسل «قيامة ارطغرل» ولادة جديدة للدراما التركية الهادفة