مملكة الرمم والمومياءات السعودية تتفسخ!

الهرم والشيخوخة أصابت جميع مفاصل وأركان السلطة في مملكة آل سعود والنظام بات يعيش في أسوء حالة من التفسخ والانحلال
ومخطئ من يظن أن دول مجلس التعاون الخليجي قد قبلت مضطرة بعضوية الأردن لكي تكون بوابتها للتطبيع مع العدو الإسرائيلي
فالسعودية هي التي اقترحت دعوة الأردن والمغرب للانضمام لدول مجلس التعاون لأنها تشعر بالوحدة بعد أن تخلت مصر عنها
ولماذا يتباكى آل سعود على رحيل الطاغية حسني مبارك ولماذا يجعلون من قضيته ورقة ضغط لمُقايضة المجلس العسكري في مصر؟
لم يتعرض آل سعود خلال تاريخهم المعاصر لأزمات أو مخاطر حقيقة مُحدقة تهدد أركان مملكتهم الانجليزية المُصطنعة, فكل المصاعب التي واجهتهم كانت عبارة عن أزمات ومصاعب مُصطنعة ويتم حسمها من قبل الإنجليز أو الأمريكان لاحقاً, ولم يواجهوا خطراً حقيقاً خارجياً أو داخلياً منذ أن قرر المندوب البريطاني السير بيرسي كوكس أن يجعل من العميل الصغير عبد العزيز بن سعود بديلاً للشريف المُغفل حسين بن علي, الذي بات مزعجاً للعرش البريطاني وحملاً ثقيلاً على كاهل الانجليز بعد أن أوهموه بأنهُ سيكون ملكاً مُطلقاً على العرب شرط أن يشاركهم في هزيمة الدولة العثمانية, فلما فعل الشريف حسين ما طلبوه منه, وقضوا به لوازمهم تخلوا عنه وأبدلوه بعميلهم الجديد عبد الإنجليز بن سعود!
وحتى حينما صُور صدام حسين في بداية التسعينيات في أزمة الكويت, على أنهُ الخطر المُحدق والطامع بمملكة آل سعود, فقد كان ذلك هراء ومزاعم كاذبة وادعاءات باطلة, فقد اختلق آل سعود تلك الفرية لكي يُبرروا خيانتهم واستعانتهم بأمريكا والغرب ليحموا عرشهم الخاوي, لأنهم كانوا جبناء رعاديد خائبين, ما انفكوا يوهمون شعبهم المُغيب على أنهم قوة عظمى لا يُشق لها غبار في المنطقة, وأن طائرات الترنيدو الإنجليزية التي استوردوها من سيدتهم ثاتشر قادرة أن تهزم أي قوات جوية في العالم, وأن الصواريخ الصينية التي استوردوها من الصين قادرة أيضاً على أن تدك الأهداف المرسومة لها في عمق الأراضي لأي عدو مُفترض, وغيرها من مزاعم وترهات أخرى.
فإذا بجيش بن عاقول السعودي المُهلهل المسخرة, عبارة عن أفواج مفككة وخائبة يتكون أفرادها من مجاميع من البدو غير المُدربين, تسجل أسمائهم وأسماء وهمية أخرى لجنود وضباط بأضعاف المرات, ثم يتقاسم رواتبهم سلطان بن عبد العزيز وولده خالد, وأما الطائرات المُقاتلة والدبابات والمدرعات فكانت عبارة عن خردة, وأما المُعدات والعتاد فكانت معطوبة ومنتهية الصلاحية!
والكل يعلم, بعد أن غابت شمس بريطانيا العظمى تحولت مملكة ابن سعود وبقية الإمارات في الخليج إلى الرعاية والحماية الأمريكية, وأصبح للفحل الأمريكي الدور الفعال في حسم مشاكلهم وحل مصاعبهم, ولهذا لم يشعر آل سعود بالخوف أو الهلع, لأن ماما أمريكا كانت جاهزة على الدوام في حماية منابع النفط, وتأمين كلاب صيدها.
لكن أمريكا اليوم تغيرت وتأدبت جراء مُغامراتها العبثية وقد جربت بنفسها أن تخوض الحروب في المنطقة ودفعت الثمن غالياً جراء حماية هؤلاء الأوغاد التافهون, وهي الآن غير مُلزمة بتأمين تلك العروش لخليجية الخاوية وحماية الكروش السعودية النتنة.
ولهذا فأن مملكة أحفاد مرخان في درعية الغدر والخيانة, اليوم تمر بأسوأ مراحلها التاريخية سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي, فأمريكا نفضت يدها من هؤلاء الفاسدين وباتت ضريبة حمايتهم غالية ومكلفة جداً للشعب الأمريكي, وهو ما دفع الأمريكان لإرسال رسائل واضحة لآل سعود, أن آن الأوان لتصلحوا وإلا فسيكون مصيركم كمصير حسني مبارك.
أما على الصعيد الداخلي, فالظلم والقهر وتغييب الناس في المعتقلات وأكل الحقوق والقمع الفكري والفساد والنهب والسلب لثروات ومقدرات البلد أصبح من المُسلمات لدى الجميع, كل تلك الأوضاع الاجتماعية الكارثية سوف تؤدي حتماً إلى تضعضع وانهيار عرش ابن سعود, كما لا يخفى على أحد أيضاً الحالة الصحية المُتردية لرؤوس الفتنة والغدر والفساد في السعودية, سواء كان الملك السعودي نفسه والذي تدهورت صحته كثيراً ونخر جسده العليل المُتعب وتقوس ظهره حتى بات وكأنهُ أحدب نوتردام, أو الهيئة المُزرية لبقية إخوته غير الأشقاء من أبناء السديرية.
فالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بات في أواخر أيامه, وصحته مُتردية وسيئة جداً وهو في أواخر مراحل الشيخوخة والهًرم, ومع هذا فهو مُستمر في برامج الفساد والإفساد, وموغل في التآمر والخيانة, وممعن في إيذاء العرب والمُسلمين ومٌصر على التدخل في شؤون الدول العربية!
وإن كانت الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى, إلا أأني أجزم أن نهاية عبد الله بن عبد العزيز باتت قريبة جداً وستكون خلال هذه السنة, وربما سيفطس عبد الله قريباً جداً, لأن علامات الموت بادية عليه ولكنه يُكابر ويُعاند ومازال مُتشبثاً في عنان السلطة, لأن كرسي الحكم سلب عقله وفؤاده فلم يُعد يقوى على فراقه حتى وإن كان مُجرد رمة أو جسداً بالياً!
وهنالك احتمال كبير أن يتحول عبد الله بن عبد العزيز إلى ملك مُقعد وفاقد للأهلية, كما كان حال أخيه فهد, فيتحول الختم الملكي إلى يد ابنته الأميرة العابثة عادلة وزوجها وزير التربية والتعليم وبقية أخوتها, كما كان الأمر عندما كانت الجوهرة بنت إبراهيم وولدها عزوز يصولون ويجولون في البلاد, حيث كانت الجوهرة تٌصدر القرارات والأوامر الملكية من داخل غرفة نوم فهد وهو فاقد للوعي والإدراك, واليوم الكل يُشاهد الأميرة عادلة بنت عبد الله وهي تصول وتجول مع زوجها الطرطور فيصل بن عبد الله, والملك لم يفقد وعيه بعد, فماذا ستفعل عدولة بعد أن يخرف والدها الملك!
وقد جذب انتباهي ليلة البارحة برنامج حواري على قناة الـ BBC, حيث برر فيه الصحفي السعودي الأرزقي جمال خاشقجي, أن عدم دعوة اليمن للانضمام لمجلس التعاون الخليجي, هو بسبب الأوضاع غير المُستقرة في اليمن, وأن المجلس أو السعودية لن يعرفوا من سيحكم اليمن بعد عامين أو ثلاثة من الآن؟
وعلى مبدأ من فمك أدينك, ردت عليه الدكتورة مضاوي آل رشيد في نفس البرنامج, وهي تتحداه أيضاً أن يُحدد لها اسم من سيحكم السعودية بعد عامين أو ثلاثة من الآن؟
فرد خاشقجي برد فضفاض على الدكتورة مضاوي بالقول : أنهُ مُتأكد أن من سيحكم السعودية بعد عامين أو ثلاثة, هو الملك عبد الله بن عبد العزيز أو أحد إخوانه!
ثم رد على خاشقجي ضيف البرنامج الآخر, الكاتب الأردني عريب الرنتاوي قائلاً :
وهل تعتقد أن تلك المُعادلة التي ذكرت هي في صالح اليمن أم السعودية؟
أي حينما ستجهل من سيحكم اليمن بعد عامين أو ثلاثة من الآن, فهذا دليل قاطع على أن البلد سوف يكون فيه آلية لتبادل السلطة مما سيجعلك تجهل الرئيس القادم, ولن يبقى هنالك رئيساً دائماً في منصبه طوال عقود, كما كان عليه الأمر في عهد علي عبد الله صالح.
وأن الركود والديمومة في الحكم لن تكون دليل على الصحة أو التطور, بل على تكلس العقول وجمود الأنظمة.
وقد ذكرني ذلك الخاشوقجي في قوله وإيمانه ببقاء وخلود آل سعود في الحكم وربما قدسيتهم, بمقولة لأحد الجاميين المُقيمين في السعودية, حيث ذكر أن المدعو أبو بكر الجزائري قال يوماً :
بأنه لو لم يبقى من آل سعود إلا امرأة فقط, لبايعها الجزائري, لأنها عائلة جديرة بالملك حسب قوله!
مع العلم أن سبب استبعاد اليمن من منظومة مجلس التعاون الخليجي, ليس بسبب عدم الاستقرار كما زعم خاشقجي, بل لأن اليمن الجديد بعد الثورة يكون قد تحرر من عباءة التبعية التي أقرها وفرضها الشويش علي عبد الله صالح على اليمن, وكذلك سيكون اليمن قد خرج من سيطرة النظام السعودي, وعليه فإن اليمن سيكون تحصيل حاصل خصم وعدو لدود لآل سعود, وهذا ما يُرعبهم ويجعلهم يبحثون عن دول بديلة تذود عنهم في المُلمات.
وهذا الخاشوقجي المُرتزق لا يختلف كثيراً عن ذلك الأفاق أبو بكر الجزائري, فهو يجزم ببقاء آل سعود ويتألى على الله, مع أنهُ يُدرك ولكنه يتغافل عن الحالة الصحية السيئة جداً لأولياء أموره المُنقرضين, والتي باتت صحتهم الآن في أردى حالاتها, وهو يعلم جيداً الصراع الحامي والتنافس الشديد بين الإخوة الأعداء والأبناء وحتى الأحفاد الطامعين من أسرة آل سعود, والذين أغلبهم باتوا مُتربصين بالحكم, وهذا التكالب على السلطة سوف لن يضمن بقاء آل سعود أو يُطيل في حكمهم.
وليس عبد الله بن عبد العزيز هو فقط الذي بات على عتبات أبواب القبر, فهنالك أخيه سُلطان العليل والمُنتهي الصلاحية منذ فترة طويلة, والذي يُعاني هو الآخر من أمراض وأسقام شتى, ولكنه مازال لاهياً وعابثاً وسارقاً لأموال الناس دون خوف أو رادع, ومازال يأمل أن يكون ملكاً متوجاً بعد نفوق أبو عابد, ولديه أمل أن يُصبح الحاكم الأوحد للبلاد!
ومن الطرائف والمُضحكات الجديدة, أن الملك عبد الله بن عبد العزيز خرج قبل يومين في قصر اليمامة, وهو في حالة صحية مُزرية, لغرض الإطلاع على بعض النماذج والمُجسمات لشقق سكنية دبلوكس تنوي وزارة الإسكان إنشائها, وينتظر المشروع توقيعه الكريم!
تخيلوا ملك جاهل ومريض وشبه مُقعد وخرف يزجون به زجاً في أمور إنشائية وهندسية مُعقدة, ويأخذون رأيه بمشاريع عمرانية ليست من اختصاصه أصلاً, وعندما بدؤوا بالشرح لجلالته عن هذا المشروع, وعرض المعلومات الخاصة بإحداثيات تلك الشقق من خلال نماذج لمُجسمات الشقق السكنية المزعومة, ثم تساءلوا إذا كان لجلالته أي رأي مُخالف أو اعتراض أو إضافة؟
فأعترض الملك السعودي على اللون الخارجي لتلك العمارات السكنية!!
حيث لم يعجبه اللون البيج وتساءل لماذا لم تختاروا اللون الأبيض!؟
فبرروا له أن اللون هذا تم اختياره ليكون مناسباً للأجواء وقريباً من لون البيئة الصحراوية.
فعاد الملك وتراجع فقال : صحيح الأبيض بسرعة يتوسخ!!
فعلاً مشكلة! لأن اللون الأبيض يتسخ سريعاً!
ملك متواضع القدرات الذهنية ولم يكمل تعليمه الابتدائي وليس لديه خبرة فنية أو تقنية في الأمور العمرانية والهندسية, فلماذا تزجون به في أمور لا يفقه بها, ولماذا يُصر هؤلاء المنافقين, على إظهاره وكأنه دلال عقارات خائب!!
ولم ينتهي المهرجان السلولي أو السيرك السعودي عند هذا الحد؟
بل بشر الملك المُقعد الحاضرين والشعب وبكل سذاجة قائلاً :
(أبشركم سلطان يبي يتبرع بأراضي للمشروع!!)
تخيلوا ملك يحكم في "قارة" اسمها السعودية كما أطلق عليها أخوه الأتيس عبد الرحمن بن عبد العزيز, ومع هذا يأتي هذا الملك الأجوف ليُبشر مُستشاريه ووزير إسكانه ورعيته, أن أخيه اللص المُبتسم سلطان, قد قرر أخيراً أن يتنازل ويتبرع لهم بكم قطعة أرض قام بالاستحواذ عليها دون وجه حق, من تلك القارة الشاسعة, فتعطف وتلطف عليهم أخيراً فتبرع لذلك المشروع الإسكاني الهزيل!!
فعلاً أن هذا الخبر السعيد من لدن جلالته يستحق الإشادة, ويتطلب من أبناء الشعب المسحوق,إقامة الأفراح والليالي الملاح والرقص والقيام بطقوس العرضة النجدية, رداً لمعروف اللص سليطين!
ويا ليت الهزال والسقم والعاهات أصابت أجساد أحفاد مرخان فقط, بل نخرت عقولهم وملأتها بالتفاهة والحمق.
وكذلك المجرم نايف بن عبد العزيز هو أيضاً لا يختلف عن البقية من ناحية الشيخوخة والسقم والهرم, فهو دخل أيضاً في مرحلة أرذل العمر, وبات في صحة سيئة ومتدهورة جداً, حيث يُعاني من عدة أمراض وعلل مُستعصية, وهو الآخر لا يقوى على المشي أو الوقوف طويلاً, ومع هذا يلوح أمامه الحلم الأزلي ليتوج ملكاً على عرش أحفاد مرخان, ويُصبح خادماً مزعوماً كأخويه, ولكن ليس للحرمين الشريفين لا سامح الله, بل سيكون خادماً للرويس والحائر كما هي العادة!
وهنالك لائحة طويلة من الرمم والمومياءات السعودية المنتهية الصلاحية والآيلة للسقوط والتفسخ, ابتداءً من الرمة عبد الرحمن ومتعب وطلال وبندر وسلمان وحتى سعود الفيصل ووو الخ
فكل هؤلاء العاهات السعوديون هم طامعون طامحون بالحكم, فلم يكفيهم السلب والنهب والسيطرة والنفوذ والاستحواذ, بل يطمحون أيضاً بالوثوب على هرم السلطة, وهم كلهم عبارة عن أحفورات وبقايا لمُستحثات أثرية لم يعد لها وجود إلا في المتاحف.
وإلحاقاً بما جاء في مقال السابق حول القلق السعودي والهلع الذي أصاب آل سعود إزاء تراجع وتقوقع القوة الأمريكية التي كانت تحمي وتضفي ما يُسمى بالشرعية الدولية على مملكة آل سعود, وكذلك تغير الموقف المصري من النظام السعودي وخروج القاهرة من دائرة ما يُسمى بحلف المُعتدلين بعد رحيل نظام مبارك, مما أدى إلى حالة من الارتباك السعودي ودفع بالرياض للضغط على مجلس التعاون الخليجي للموافقة وبسرعة على ضم كل من النظام الأردني والنظام المغربي في هذا التجمع الخليجي الهزيل, والذي لم يُنجز أي انجاز يُذكر ولم يفض بأي تقدم ملموس أو أي مصلحة عامة تذكر لشعوب الخليج العربي طوال 30 عاماً منذ إنشائه, باستثناء برنامج الأطفال افتح يا سمسم والمُقتبس أصلاً من برنامج أمريكي!
وقد قرأت بعض الآراء التي تقول أن مجلس التعاون الخليجي أراد من وراء ضم مملكة الأردن, لكي تكون بوابة للتطبيع مع إسرائيل؟
وكأن دول الخليج العربي قطط عمياء, وهم بحاجة ماسة إلى النظام الأردني لكي يُنسق لهم ويتواصل بالنيابة عنهم, ويُطبع لهم مع العدو الصهيوني!!
وكأن آل سعود أتقياء أنقياء مساكين, وليس لديهم أي اتصال أو تعاون سابق ولاحق مع إسرائيل, ولهذا فهم الآن بحاجة لوسيط لكي ينسقوا مع أشقاءهم في الدم والعقيدة في تل أبيب!؟
أو أن أمير قطر الصهيوني العتيد هو بحاجة لمن يعلمه أبجدية الخيانة والتآمر وطرق ووسائل التعاون والتخابر مع إسرائيل؟
مُتناسين أن الشيخ حمد ووزير خارجيته حمد الآخر باتا صهيونيان أكثر من الصهاينة أنفسهم!
أو أن ملك البحرين وحكومته ووزير خارجيته الماسوني وسفيرته اليهودية في واشنطن, يجهلون كيفية التواصل مع الصهاينة, لذلك يريد ملك البحرين وحكومته المُرتهنة بيد السعودية, من النظام الأردني أن يُدربهم ويُعلمهم, كيف يُصبحوا عملاء للصهاينة خلال24 ساعة فقط!
أو أن أبناء زايد بن نهيان وابن مكتوم سُذج لدرجة أنهم ولا يجدون طريقة للتواصل مع نتنياهو ومن قبله إيهود أولمرت, إلا من خلال أبو النسب عبد الله ولد أنطوانيت!؟
أو أن آل صباح وسلطان عُمان لا يدلون الطريق المؤدي إلى تل أبيب ولهذا فهم بحاجة إلى الدليل الأردني!؟
ما هذا الهراء السخيف!
ثم لو فرضنا جدلاً أن هذا هو السبب الحقيقي وراء دعوة الأردن للانضمام لمجلس التعاون الخليجي, إذن ماذا عن دعوة المغرب للانضمام لذلك التجمع؟
الحقيقة أن السعودية هي من اقترحت دعوة البلدين للانضمام لمجلس التعاون الخليجي, وذلك لشعورها بالوحدة بعد غياب مصر وحاجتها الماسة للكثافة السكانية ولجيوش عربية مُسندة التي قد تشعر آل سعود بالاطمئنان, وأن أغلب دول مجلس التعاون كانت مُعارضة لهذا الأمر لكنها في وضع مُزري ولا يسمح لها الدخول في خلافات ونزاعات مع السعودية, والسبب هو الضعف والهوان الذي تُعانيه دويلات الخليج في هذا الوقت العصيب, وعلى رأسهم السعودية التي تعيش حالة من الرعب والهلع من فكرة الاستفراد بها بعد زوال نظام حسني مبارك, وحتمية تغيير النظام اليمني إلى غير صالحها.
ولنتفق أن من علامات الضعف والانكسار, هو قيام دول مجلس التعاون الخليجي بدعوة الأطراف الأخرى للانضمام وهي صاغرة, وليس العكس؟
فحينما تأتي دول معينة كالأردن في وقت سابق وتطرح على مجلس التعاون الخليجي رغبتها في الانضمام لذلك النادي المُغلق, يتم رفض الطلب ويتعامل معها بتعالي وغرور, بحجة أنها دولة فقيرة وغير مستوفية للشروط الخليجية!
والآن فجأة وبدون مُقدمات وبدون مُحاولات من قبل الأردن لكسب ود دول الخليج لتنظر في طلبها القديم, تقوم تلك الدول وبعد عدة سنين لتبادر هي بدعوة الأردن للانضمام, ليس هذا فحسب, بل تدعو معها دولة مغاربية بعيدة لم تفكر أصلاً بالانضمام لذلك المجلس الخرافي!؟
إذن هي حالة من الارتباك والضعف الظاهر والخوف من مسألة الاستفراد بتلك الدول من قبل دول إقليمية كبيرة كإيران, ولا علاقة للأمر بإسرائيل لا من بعيد ومن قريب.
فالسعودية خائفة جداً وتتخبط, في سياساتها الخارجية, فبالإضافة إلى ما ذكرته سلفاً من المشاكل الداخلية والشيخوخة والهرم في رؤوس السلطة, فإن هنالك تغييرات إقليمية خطيرة مُقلقة لآل سعود تحديداً, بدأت تأثيراتها تلوح في الأفق.
فآل سعود خسروا الحامي والسند الكبير لهم وهو غياب نظام حسني مبارك, وقد بذلوا أقصى جهودهم لإنقاذ هذا النظام الطاغوتي أثناء اندلاع الثورة المصرية, ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً, مما جعلهم يتخذون موقفاً سلبياً من الثوار, ثم مارسوا سياسة الابتزاز للمجلس العسكري في مصر, ربما لغرض جس نبضهم أو مُقايضتهم لعل وعسى تعود مصر كسابق عهدها أبان حكم مبارك.
لكن سعود الفيصل فشل في تطويع المجلس العسكري المصري, رغم أن أغلبهم كانوا من رجال مبارك السابقين, ورغم التهديدات السعودية المُبطنة والتلميحات بسحب الاستثمارات من داخل مصر, فكان رد المصريين أن بادروا هم برفع دعاوى قضائية ضد المُستثمرين السعوديين اللصوص في مصر الذين استغلوا فرصة الفساد الإداري في عهد مبارك, وعلى رأسهم كان الأمير السعودي الوليد بن طلال التي استثمر في مشروع توشكا, وكذلك رجل الأعمال السعودي جميل القنيبط الذي اشترى شركة عمر أفندي, وتم نزعها منه أخيراً بقرار قضائي مصري, وقم بدأ آل سعود يُلمحون بأنهم قد يقوموا بطرد الأيدي العاملة المصرية في السعودية, وكان الثمن المطلوب مُرحلياً, هو إطلاق سراح المُجرم حسني مبارك وعدم محاكمته!!
بل أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز قال لرئيس حكومة الثورة عصام شرف :
انه رجل قبلي وقد تربى على احترام تقاليد القبيلة، ولهذا فهو يدعو النظام الجديد في مصر إلى احترام مبارك باعتبار انه كان كبيرا لمصر!؟
وديباجة الملك عبد الله تلك, لا تختلف قيد أنملة عن أسطوانة المُذيع الكويتي سعود الورع, الذي تباكى وذرف الدموع الندامة تأسياً على فراق الحصني!
فيا للسخرية ويا للعبط,, تأملوا من يُنافح ويُدافع عن هذا الحصني اللئيم, واستمعوا لمن يتحدث عن العادات والتقاليد ويدعو المصريين لاحترام سلوم القبائل وتوقير الكبير!!
حفيد مرخان الخائن الذي لا يُعرف له أصل أو فصل, ربيب أمريكا وخدين إسرائيل, الذي شارك ودعم غزو أفغانستان واحتلال العراق, يتكلم بالأصول ويُنظر على المصريين ويسدي لهم الدروس والعبر عن التقاليد والمروءة والشرف!!
فلماذا يُدافع هذا المأفون السعودي عن ذلك الطاغية المُجرم السارق الذي ساهم في قتل وحصار أطفال ونساء وشيوخ غزة؟
وهل يعرف هذا الملك السعودي الجاهل, أن الشرع الإسلامي وحتى العرف القبلي والعشائري, يفرض عقوبة شديدة على الخائن المُجرم السارق, ولا يسمح له أن يمر دون عقوبة رادعة, فما بالك إذا كان هذا الخائن المجرم السارق هو الرأس وكبير القوم؟
وهل سبق وأن قرأ هذا الملك السعودي التعيس الذي يتبجح بأنه خادم الحرمين الشريفين وولي أمر المُسلمين, أن الرسول عليه أفصل الصلاة والسلام, قال :
(لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
وقوله أيضاً : ( لعن الله من آوى محدثاً).
فلماذا يقوم هذا المعتوه السعودي بتوفير الحماية والرعاية للص المُجرم زين العابدين بن علي وزوجته, ولماذا يستميت هو ونظامه وأذنابه بالدفاع عن الحصني وعصابته!؟
2011-05-13

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صنائع الإنجليز - بيادق برسي كوكس وهنري مكماهون

نفق لص اليمامة وبقية الديناصورات السعودية تترقب

مسلسل «قيامة ارطغرل» ولادة جديدة للدراما التركية الهادفة